في الشيخ جراح.. طرق نضالية بصورة أخرى

الكاتب: ميس فراشات

حي فلسطيني يحارب التهويد بطرق نضالية جديدة

منذ اليوم الأول وسلطات الاحتلال تعتمد سياسات تعسفية وقمعية بحق المقدسيين ، ومن أبرزها ما نراه كل يوم من هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة لحجج وهمية لا صحة لها، وأيضا كأداة عقابية ضد المقاومة الفلسطينية، من اجل تهجير المقدسيين من مدينة القدس لكي يحققوا إستراتيجية استيطانية وتهويدية عنصرية التي تهدف إلى تقليل نسبة السكان الفلسطينيين المتواجدين في القدس وقراها، إن ما يشهده حي الشيخ جراح وغيره من القرى المحيطة بالقدس هو جريمة بحق الإنسانية حيث يحاول الفلسطينيون مواجهة سياسة الهدم وغيرها من خلال الإصرار على المقاومة وبناء البيوت على الرغم من حجم القيود العنصرية على عملية البناء الفلسطيني ومن ضمنها دفع غرامات مالية عالية لكي يحبطوا أمال المقدسيين ويحملوهم أعباء مالية ونفسية واجتماعية، وما زال أهالي الحي يعيشون نكبة جديدة كل يوم، فبعد هجرتهم الأولى يخشوا من أن يفقدوا منازلهم للمرة الثانية ، تطل علينا حالات نضالية من صلب التضامن الجمعي الفلسطيني بأساليب المقاومة التي تزيد من عزيمة المقدسيين فعائلة صالحيه في الشيخ جراح وهي المهجرة من قرية عين كارم سطرت نموذج نضالي جديد في مواجهة سياسة الهدم وذلك عبر التهديد بالتضحية الذاتية للعائلة رفضا لهدم منزلها ومصادرته، لاسيما عن اعتصامهم داخل منزلهم.

من خلال هذا النموذج الإبداعي تطل علينا عائلة صالحيه بأسلوب مقاومة جديد من نوعه والذي فاجأ قوات الاحتلال ووسائل الإعلام العبرية والفلسطينية ووكالات الأنباء المحلية التي سلطت الضوء بشكل كبير على قصة صمود عائلة صالحيه مما اجبر جرافات الاحتلال على الانسحاب، بالكاد لا ننسى بروز التضامن الجمعي للمقدسيين اللذين برغم البرد لم يتهاونوا في قضية هدم منزل عائلة صالحيه حيث اعتصموا امام المنزل، حيث ما شاهدناه من اصحاب البيوت والحاضنة الاجتماعية هو نضال شعبي يخلق حالة افضل لقمع السياسات الاستعمارية.

إن عائلة صالحيه سطرت أجمل أساليب التضحية والمقاومة الفعالة لإظهار الظلم وأيضا قوة هذا الأسلوب إعلاميا ودوليا حيث تم رفع قضية العائلة إلى مجلس الأمن والى المؤسسات الدولية.

وأخيرا إن هذا الأسلوب ألهم الفلسطينيين أمالا كبيرة في إظهار الممارسات القمعية الاستعمارية ضد الفلسطينيين خاصة في مدينة القدس .