الإثنين: 13/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

روسيا و الأزمة الأوكرانية

نشر بتاريخ: 22/02/2022 ( آخر تحديث: 22/02/2022 الساعة: 12:33 )

الكاتب:


رائد مهنا

مع تهديدات ومخاطر تصعيد الأزمة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، ومع تدهور الوضع الجيوسياسي في العالم وحول روسيا على وجه الخصوص بشكل ملحوظ. كذلك الأحداث العسكرية في العراق وليبيا ومصر، والتوسع النشط لكتلة الناتو، وبناء منشآت عسكرية وأنظمة دفاع صاروخي جديدة في أوروبا، والجمهوريات السوفيتية السابقة، وتجاهل مصالح ودور روسيا – ما سبق ليس قائمة كاملة من الحقائق التي تشير إلى وجود أزمة عميقة في السياسة الخارجية لروسيا.

تم تشكيل حلف شمال الأطلسي (الناتو) 1949 من ممثلين من 12 دوله بلجيكيا كندا الدنمارك فرنسا ايسلندا إيطاليا الولايات المتحدة الأمريكية وانضمت اليونان وتركيا في عام 1952 وجمهورية المانيا الاتحادية 1955 وإسبانيا عام 1982 وتنص معاهدة حلف شمال الأطلسي الموقعة في واشنطن في 4 ابريل 1949 علي الدفاع والأمن المشترك وحسب المادة 5 من مبدأ الأساسي لحلف الناتو يتفق الطرفان على أن أي هجوم مسلح ضد واحد أو أكثر يعتبر هجوماً على جميع دول الناتو جميعاً وثم طور الناتو وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على حق الدفاع المشترك وذاك لتعميق الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين أعضائها. وبمقابل حلف شمال الأطلسي (الناتو) تم تأسيس حلف وارسو في فتره الاتحاد السوفيتي رداً على حلف الناتو.

وفي تاريخ 17 ديسمبر 2021 أعلن الكرملين عن مجموعة من المطالب وتم تقديمها الي حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الازمه الأوكرانية وذلك للتواصل الي حل واستعادة الاستقرار في المنطقة وإعادة العلاقات ووقف جميع الأنشطة العسكرية لخلف الناتو في منطقه شرق أوروبا والقوقاز ووسط آسيا مع العلم أن روسيا لا تقبل أو تسمح بوجود قواعد أو قوات عسكرية من حلف الناتو تكون قريبه من أراضيها ومن ضمن المطالب الروسية. وسحب أمريكا الأسلحة النووية من أوروبا وتكون فقط داخل امريكا علماً بأن روسيا قالت إنها أيضاً سوف تقوم بالأمر ذاته.

كذلك سحب جميع قواعد منصات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى ومتوسطة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية إن تتعهد أمريكا وخلف الناتو خطياً بعدم ضم الي حلف الناتو جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً وخصوصاً أوكرانيا بعد ضم استونيا ولاتفيا (دول البلطيق).

حيث أكد الكرملين بوقف المساعدات العسكرية الي اوكرانيا ونقل قوات غربيه أو اقامه مناورات عسكرية في اوكرانيا وتكون بضمانات قانونية وعدم التوسع الي الشرق.
وبالرغم من الدبلوماسية الروسية قامت أوروبا بمواقع دفاعيه حيث قامت السويد باخذ جزيرة كونلاند في بحر البلطيق المطل على السواحل الغربية من روسيا وايضا قامت الدنمارك بإرسال طائرات F16 الي ليتوانيا وقوات فرنسية الي رومانيا واسبانيه الي بلغاريا وكل هذه الدول قريبه من أوكرانيا.
مع ارتفاع سقف التهديدات الروسية ومن خلال تصريحات الزعيم الروسي لا يريد تكرار نفس الخطأ في بلاده وهي تحويل أوكرانيا الي بولندا أخري. الذي يعد تهديد مباشر وايضا أكثر خطورة للاتحاد الروسي لأمنه واستقراره.
ومن الأوراق الرابحة لدي روسيا بانفصال شرق أوكرانيا الذي يضم الأغلبية من العرق الروسي وتطالب بالانفصال والاستقرار لرفضهم الاندماج في الجمهوريات الجديدة التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991
ويجب على أمريكا أن تعرف أنها لم تعد القوة العظمي الوحيدة في هذا العالم وأن روسيا لم تسمح بوجود قواعد عسكرية على حدودها مهما كان الثمن