الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بين كورونا وأوكرانيا.. العالم يدخل مرحلة التوحش وبوتين وقع في الفخ

نشر بتاريخ: 05/03/2022 ( آخر تحديث: 05/03/2022 الساعة: 22:46 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام


منذ اللحظة الأولى لدخول الجيش الروسي إلى الدونباس، كان الغرب الامريكي الجامح جاهزا لمرحلة التوحش. وكانت أوروبا مستعدة لترمي قناع الديموقراطية وحقوق الإنسان وتكشّر عند أنيابها وتغرق بكل ثقلها في حمام الدماء وفي العقوبات الجماعية، حتى أنها طردت الطلبة الروس من جامعاتها ومنعت تدريس مادة الأدب الروسي وروايات دوستوفيكي!!!
هل هؤلاء هم أنفسهم الذين جاءوا لتعليمنا حقوق الانسان! وحقوق الحيوان! وقيم التسامح! وعدم الانتقام!
في اليوم الاول للمعركة شعر بوتين بالصدمة وكشف المخطط الأمريكي الكبير؛ فقد كان الغرب استكمل خططه لتدمير روسيا. وهذا يفسر أوامر بوتين بتجهيز الأسلحة النووية ووضعها في حالة الاستعداد. فتراجع الغرب وعادوا يتحدثون بأدب مصطنع. وكأن الرئيس الروسي هددهم بعبارة شمشون (علي وعلى أعدائي). وعلى الفور توعد أي صحفي وأي ناشط على "فيس بوك" يحاول تقويض الأمن وتحطيم معنويات الجمهور الروسي بالسجن لمدة 15 عاما.
ولكن دعوة حلف النيتو لتجنيد المقاتلين من كل العالم لإرسالهم الى اوكرانيا كان صادما أيضا. فالجيش الروسي لم يكن يعلم ان الحرب سوف تتحوّل لحرب شوارع. والتي ستكون نهايتها إحراق الأخضر واليابس وتحويل مليون كم من اوكرانيا الى مقبرة جماعية لجميع الاطراف.

الولايات المتحدة الامريكية ماتت أخلاقيا/ وأوروبا ماتت ديموغرافيا لتطلب المقاتلين من داعش ومن النازيين الجدد ومن سجون المجرمين/ والامم المتحدة ماتت قيميا.

العالم كله سوف يشعر بالتغيير القادم. فبعد سنتين من فيروس كورونا يدخل العالم مرحلة اوكرانيا. وهي مرحلة التوحش والغزوات والتدمير الذاتي. ولن يطول الوقت حتى تصل الأمور الى المنطقة.
من أجل تحطيم أي دولة لا داعي لارسال الاساطيل الامريكية طالما يمكن القيام بذلك عن طريق تويتر وعن طريق فيس بوك. ويكفي مجموعة من المسلحين المتطرفين؛ ومال امريكي رخيص، وقائد سياسي يعمل خادما لصالح امريكا.. والباقي يتكفل به الذباب الالكتروني ووسائل الاعلام المأجورة.