الكاتب:
رئيس التحرير/ د.ناصر اللحام
صراع القرن هنا في القدس ، وليس هناك في كييف .
قتل الأطفال والاعدام الميداني للشباب هنا في كل طريق ، وليس في بلاد البلطيق .
ذات يوم وحين قامت أمريكا باحتلال العراق عام 2003 وهجمت قوات أمريكا مع جيوش الغرب وبمساعدة جيوش العرب لتدمير حضارة بابل بين النهرين. سأل الصحفيون ياسر عرفات : الان فلسطين والعراق تحت الاحتلال . فرفض السؤال وانا اذكر أنه غضب غضبا شديدا . وقال : فلسطين فقط تحت الاحتلال . اما العراق فقريبا سوف يعود الامريكيون الى ديارهم وتعود حرة . كل الغزاة يعودون الى ديارهم الا الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن يرحل .
واليوم وبعد عشرين عاما ، نرى الحرب الإخبارية الإعلامية على شاشات التلفزيون في أوكرانيا . ولكنها حرب عابرة وسوف يتصافح السياسيون ويعود الجنود الى ثكناتهم وتعود المدافع الى قواعدها . امّا هدم المنازل وقتل الأطفال وتزوير التاريخ ، والتطهير العرقي والتهويد قسرا . فهو هنا وليس في أوروبا .
مخطئ من يظن ان المعركة هناك . ومخطئ من يعتقد انه في لحظة تاريخية وعليه ان يقرر اذا كان مع الممثل زيلينسكي او مع القيصر بوتين . البوصلة الحقيقية تكون نحو القدس . وفقط نحو القدس مهما فعل الاعلام الغربي للتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي . والمقياس الحقيقي للعدل والعدالة والقيم الإنسانية هو في الموقف المناهض للصهيونية العنصرية . وفي الموقف المدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني .
ويهمس لي صديق ليعرف موقفي : أقلوبنا مع كييف وسيوفنا مع موسكو ؟
واهمس له دون تردد : من لم يحارب من اجل فلسطين لن احارب من اجله . ولو حتى بكلمة .