الكاتب: رامي مهداوي
"صالون هدى" فيلم من إخراج هاني أبو أسعد. عُرض الفيلم بداية في مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة لعام 2022، تحت شعار "نساء من أجل القيادة"، ومن ثم نُشر على شبكات التواصل؛ ليحدث ضجة عالية غضبا على الصعيدين الفلسطيني والعربي، لاحتوائه على مشاهد وصفوها بـ"المُخلّة" متمثلة بتعرية كاملة لجسد إمرأة على الرغم بأن هناك رجل هو أيضاً بذات الوضع!!
شاهدت الفيلم مرتين، المرة الأولى كاملاً والثانية دون مقطع التعرية. لهذا أستطيع القول بوضوح أن أخطر ما فيه هو ليس مشهد تعرية الجسد الذي نصبه المخرج للمشاهد حتى يقع في شباك تعرية العقل الذي لم يتم التركيز عليه بشكل عميق من حيث المضمون والمحتوى المسموم اتجاه قضيتنا الفلسطينية الوطنية والإجتماعية والثقافية والسياسية وحتى الإقتصادية!!
أتفق بأن هناك حالات اسقاط كثيرة تمت وتتم ليس فقط على صعيد المرأة وإنما الرجل كما طرحه الفيلم وبأشكال مختلفة متنوعة، لكن لم أسمع خلال العقود الماضية أن المناضلين والفدائيين قاموا بتصفية عميل "جاسوس" بطريقة الحرق!! فهل يراد ربط نضالنا بالداعشية على الصعيد العالمي!!
بإختصار وبجملة واحدة هذا الفيلم قام بتعرية جسد الممثلة في محاولة لتعرية فكر المشاهد وإحلال معلومات مشوهة منذ لحظة بدايته مثلاً معلومات الجدار، وتشويه صورة المرأة المعنفة في المجتمع الفلسطيني وكأنها لقمة سهلة المضغ في أنياب الإحتلال وحتى المجتمع الفلسطيني. وأيضاً المناضل الفلسطيني بأنه خائن بالأساس في بداياته الوطنية، والأخطر من كل ما ذكر هو نهاية الفيلم التي جعلت من المناضل الفلسطيني والمُحتل الإسرائيلي بذات المرتبة بتعاملهم مع المرأة الفلسطينية!! فجعل الضحية والإحتلال والمناضل والعميل والموساد كأن لهم دور واحد في صالون هدى!!
هاني أبو أسعد استخدم الميلودراما القوية التي تجعل التجريد والتعرية هو الملاذ الأخير، بمعنى استخدم لقطة التعرية "التجريد" لجذب المشاهدين إلى الفيلم في المقام الأول. في محاولة منه بإستذكاء ذاته_ بإعتقاده أنه بارع_ ومحاولاً إستغباء المشاهد وبالأخص الفلسطيني، فيتخذ هاني أبو أسعد منهجًا وظيفيًا للتعرية ، حيث ينظر إليها كنوع من الضجة التي سترفعه الى عالمية هوليوود على حساب القضية الوطنية والسياسية الفلسطينية.
الفيلم لم يعُري جسد المرأة الفلسطينية؛ وإنما قام بتعرية القضية الفلسطينية ما جعل جسد الممثلة الطُعم الذي يريد أن يصطاد به المشاهدين والدولارات والجوائز العالمية والضجة الإعلامية من خلال تمرير الرسائل التي تنساق مع الكولونيالية الصهيونية المسمومة لدرجة أنه لم يستطع أن ينقد إسرائيل كإحتلال مع أن جوهر الموضوع الإحتلال وأدوات الإسقاط!!