الخميس: 21/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف تتخلص من إدمان طفلك على الهاتف المحمول؟

نشر بتاريخ: 20/03/2022 ( آخر تحديث: 20/03/2022 الساعة: 20:13 )

الكاتب:

د. موفق الخطيب

يُعدُّ إبعاد الأطفال عن شاشات الأجهزة المختلفة تحدياً كبيراً للآباء، على الرغم من أنها لا تخلو من الفوائد، بعد أن أصبحت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أدوات أساسية للتعلم. وفي ذات الوقت، فإن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية من قبلهم يُحدث آثاراً ضارة، أبرزها المشاكل السلوكية، الإدمان، الكآبة، اضطرابات النوم، السمنة الزائدة، التأخر في النمو الاجتماعي، مشكلات الانتباه والسمع، ومشكلات الجهاز العصبي. وفي حال سعي الآباء إلى إبقاء أطفالهم بعيدين عن هذه الأدوات، فإن ذلك قد يؤدي إلى أعراض الانطواء وانخفاض الشهية ونوبات الغضب.

ومع أنه من الصعب أن يتمكن الآباء من خلق موقف متوازن تجاه وسائل التكنولوجيا في منازلهم بين عشية وضحاها، إلا أن هناك عدداً من الاستراتيجيات التي يمكنهم اتباعها لمساعدتهم على إدارة الموقف بأنماط سلوكية متوازنة، ومنها ما يلي:

تخصيص أوقات للراحة: فالأطفال يحتاجون إلى الحركة، نظراً لما يتمتعون به من الطاقة. لذا، فإنه يجب تشجيعهم على القيام ببعض الأنشطة والتمارين الرياضية، وأن يجعلوا وقتاً محدداً للنظر إلى الشاشة ووقتاً آخر للحركة والنشاط، وبشكل متكرر كل نصف ساعة. كما أن على الآباء مشاركتهم في أنشطتهم الحركية.

إعطاء الأولوية للأشياء الأخرى: يجب أن ينهي الأطفال واجباتهم المدرسية أولاً، وأن يدرسوا دروسهم، وأن يقوموا ببعض أعمال المنزل قبل أن يستخدموا الجهاز المحمول. إن هذا يساهم في إدراك الطفل لتحديد الأولويات منذ الصغر.

بناء خطة عمل يومية: فأفضل طريقة للحد من الاستخدام غير المضبوط للوسائط هي إعداد خطة عمل واضحة للأسرة. ففي ذلك أيضاً تدريب للطفل على الاستخدام المسؤول للوسائط التكنولوجية منذ الطفولة.

عدم استخدام الهاتف الذكي كمكافأة للطفل أو بهدف إلهائه: فالهواتف الذكية تتمتع بإمكانات هائلة لتعليم الأطفال، والامتناع التام عنها غير مستحسن. لذا، كن معتدلاً واستفد من وقت الشاشة لتشجيع الأطفال على الدراسة أو أداء الواجبات الدراسية أو القيام بالأعمال المنزلية.

الانغماس في التعلم القائم على النشاط: يستخدم الأطفال الهواتف لأغراض التسلية والترفيه. وهم يحبون التحديات. وتعتبر ألعاب الهاتف المحمول جذابة لأنها تشكل تحديات على كل مستوى جديد. فمن خلال إشراك الأطفال في التعلم القائم على النشاط، يمكنهم اكتساب المعرفة أثناء الاستمتاع.

الحفاظ على جدول زمني صارم لاستخدام الطفل للهاتف الذكي: فقد أصبحت الهواتف جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن الصعب إبعادها عن الأطفال. لذلك، إجعل طفلك يفهم أنه يمكنه استخدام هاتفك فقط لفترة محدودة، على أن يؤخذ بعين الاعتبار ما يلي:

استخدام محدود للهاتف عندما يكون طفلك في جوارك.

لا هواتف أثناء تناول الطعام.

لا تلفاز أو هاتف قبل النوم.

لا تستسلم لمطلب طفلك غير المعقول.

الارتباط مع طفلك: على الرغم من انشغالات الآباء المكثفة، إلا أن عليهم قضاء بعض الوقت في أنشطة مع أطفالهم، الأمر الذي يساهم في إبعاد الطفل عن الهاتف الذكي. وشجع طفلك على ممارسة الهوايات المختلفة، واقضِ عطلات نهاية الأسبوع في أنشطة أسرية كالسباحة والألعاب ومشاهدة الأفلام وما إلى ذلك.

الإشراف النشط: حين يستغرق الطفل في استخدام الهاتف، فإنه غالباً لا يهتم بطريقة جلوسه ومدى سطوع الشاشة وبُعدها عن عينيه. لذا، فإنه يتعين على الآباء الإشراف النشط لمساعدة أطفالهم على الحفاظ على الوضع المناسب مع توفير فرصة للمشاركة معهم، مما يساعد في تشجيع التفاعلات الاجتماعية والترابط والتعلم، وفي متابعة ما يفعلونه ومساعدتهم في التغلب على أي تحديات يواجهونها.

تشجيع وقت اللعب: فاللعب الجسدي يحفز الدماغ، ويمنح الأطفال الفرصة لتطوير المهارات الحركية، وتعلم أشياء جديدة والتواصل الاجتماعي.

عدم اعتبار التكنولوجيا أداة للتفريغ العاطفي: يستخدم معظم الآباء الأدوات لإلهاء الأطفال أثناء الرضاعة وارتداء الملابس والسفر. نعم، يمكن أن تكون وسائل الإعلام مفيدة في إبقاء الأطفال هادئين تماماً، ولكن لا ينبغي أن تكون الطريقة الوحيدة لتهدئتهم. من واجب الوالدين مساعدة أطفالهم على التعرف على المشاعر القوية والتعامل معها، والتوصل إلى أنشطة لإدارة الملل، والتواصل لحل المشكلة.

تشجيع التواصل وجهاً لوجه: يساهم التواصل البصري مع الأطفال في تطور اللغة بشكل أكثر فاعلية من التفاعل السلبي أو الأحادي مع الشاشة. يجب على الآباء تحديد الوقت المناسب للتواصل وجهاً لوجه أو إجراء مكالمات الفيديو مع الآباء والأجداد البعيدين لتسهيل مهارات الاتصال الفعال.

التوعية بالآثار الضارة للهواتف الذكية: فعلى الآباء أن يثقفوا أطفالهم من خلال إطلاعهم على مقاطع فيديو متنوعة حول الآثار الضارة لاستخدام الهاتف الذكي.

تحديد كلمات المرور: في حال ابتعاد الآباء عن أطفالهم، فإنه يتعين عليهم بتعيين كلمة مرور خاصة لتجنب استخدام الأطفال لهواتف آبائهم في غيابهم.

كن قدوة: فالأطفال يتعلمون من أفعال آبائهم أكثر من أقوالهم؛ إنهم يراقبون ويقلدون عادات الوالدين. ويقضي العديد من الآباء معظم وقتهم على هواتفهم الذكية لكنهم يخبرون أطفالهم بعدم استخدامها. في هذه الحالات، يلتزم الأطفال باتباع خطى والديهم. اتبع ما تعظ به. كن نموذجاً جيداً لطفلك من خلال الحد من استخدام هاتفك الذكي. أعثر على المزيد من الوقت الذي تقضيه مع أطفالك من خلال التفاعل والعناق واللعب معهم بدلاً من مجرد التحديق في الشاشة.

إحمِ طفلك من مضار الهاتف الذكي: وذلك باستخدام هاتف بمستوى إشعاع منخفض، وتجنب استخدامه أثناء السفر، واحتفظ به بعيداً عن طفلك في السيارة أو الحافلة أو القطار. فالهاتف المحمول في مركبة متحركة يستمر في البحث عن الإشارة (الشبكة)، وفي أثناء ذلك، ينبعث المزيد من الإشعاع الضار جداً بالطفل.