الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد الهروب الكبير من سجن جلبوع في سبتمبر الماضي ، وبعد شعور مصلحة سجون الاحتلال بالفشل . شرع الاحتلال بحملات انتقام جماعي من الاسرى الفلسطينيين وراح السجانون يوغلون في قهرهم حتى داخل الزنازين .
الاسرى الفلسطينيون وهم نخبة النخبة من المقاتلين ، وصفوة الصفوة من خيرة أبناء التنظيمات الفلسطينية , التزموا الصبر لمدة سبعة أشهر دون ردة فعل وحذّروا كثيرا من مغبة ما تفعله مصلحة السجون دون جدوى .
وبعد نصف عام من الهدوء واستنفاذ كل السبل في معالجة الامر من خلال الحوار مع إدارات السجون اتضح لهم ان الإدارة تتعمّد توتير السجون وايقاع اكبر الأذى بالأسرى .
وقد أعلن الاسرى من جميع الفصائل والقوى عزمهم خوض الاضراب المفتوح عن الطعام في الخامس والعشرين من الشهر الجاري . وأنهم سوف يصومون صياما كبيرا ومؤلما حتى الموت دون حقوقهم . وهو الامر الذي يشعل الضوء الأحمر في كل فروع الحركة الوطنية الفلسطينية .
- ان الاسرى هم جزء من القيادة الفعلية للتنظيمات والفصائل ، وبالتالي فانهم أصحاب قرار في هذه التنظيمات وليسوا مجرد أعضاء عاديين .
- ان كل بيت وكل عائلة في فلسطين لها اسير داخل سجون احتلال وفلسطين بعشائرها وبلداتها وقواها وعائلاتها لن تخذل الاسرى .
- ان السلطة الفلسطينية وحكوماتها ووزاراتها لا يمكنها العمل دون مباركة الاسرى ودون البيئة الحاضنة من الحركة الوطنية الفلسطينية
- ان أجهزة الامن الفلسطينية لا يمكن ولا بأي شكل ان تتنصل عن دورها المطلوب بحماية الاسرى . كيف لا ؟ وقادة وضباط الأجهزة الأمنية الذين اختطفتهم قوات الاحتلال وانتقمت منهم بالأحكام العالية والمؤبدات قبل عشرين عاما هم من مؤسسي الأجهزة الأمنية الفلسطينية .
- ان الاسرى الذين يخوضون الاضراب عن الطعام الان في زنازين الاحتلال هم أنفسهم الذين قادوا الانتفاضة الثانية ودافعوا عن بوابات المدن الفلسطينية خلال الاجتياح عام 2002
ان اعلان البدء بالإضراب عن الطعام لن يكون حدثا عابرا وانما هو استدارة جديدة كاملة عن المسار المنظور حاليا .
قال لي اسرى محكومون بالسجن المؤبد خلال الأيام الماضية : يفكر نحو 100 اسير مؤبد بتقديم طلبات عن طريق محامين لاستبدال الحكم المؤبد بحكم الإعدام ، لان الموت مرة واحدة أشرف من الموت كل يوم بانتظار اطلاق سراحنا .. وهي رسالة جارحة ومحرجة لقيادة التنظيمات وقادة السلطة الذين لن يستطيعوا الهرب من مسؤولياتهم ولن يجرؤوا على الطلب من الاسرى الذين امضوا أربعين عاما في الزنازين أن ينتظروا أكثر .