الكاتب: بسام زكارنه
العالم الذي انقشعت عنه حتى ورقة التوت بعد الحرب الروسية الاوكرانية والتي اظهرت المعايير المزدوجة بين دعوى احتلال اوكرانيا قبل حدوثه و بين و اقع الاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ ٧٥ عام ، و بشاعة التميز العنصري لدى الاوروبين و الامريكين ظهرت بوضوح حتى باستقبال اللاجئين من اوكرانيا حسب اللون و العرق و طرد اللاجئين اثناء الحرب على العراق و سوريا و ليبيا ، و محاولة تحويل الرئيس الروسي لمجرم حرب قبل وجود جريمة و عدم ذكر مجازر الاطفال و النساء و الشيوخ في فلسطين من مجزرة كفر قاسم و دير ياسين و صبرا و شاتيلا حتى اخر جريمة اليوم في جنين و قتل اطفال بدعوى رمي الدبابات بالحجارة اليست كل هذه جرائم حرب قام بها الاسرائيلي ضد الفلسطينين ؟ لكن المستهجن اعتبرت الماكنة الغربية السلاح الاوكراني ضد الروسي مقاومة وحثت عليه بكل و سائل اعلامها وحتى في ملاعبها الرياضية التي كانت محرمة على الفلسطيني و غيره من العرب و الافارقة و اعتبروا حتى الحجر بوجه الاحتلال الاسرائيلي ارهاب !!! اي معايير هذه!
هذا العالم لم يكتفي بمعاييره المزدوجة بل ان كثير من الدول ومنها امريكا و بريطانيا وغيرها من الدول واخرهم هنجاريا تشارك الاحتلال الاسرائيلي في سياسته ضد الفلسطينين من وعد بلفور البريطاني لاسرائيل الى السلاح والحماية الامريكية لدولة الاحتلال حتى وقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني بحجة دفع رواتب الاسرى و عدم تعديل المناهج الفلسطينية التي و صفتها تلك الدول " بمناهج التحريض الفلسطينية " بسبب ذكر تلك المناهج للحق الفلسطيني و حق مقاومة الاحتلال و فق المعايير الدولية بحيث تم التغافل عن الاحتلال نفسه وجرائمه و ممارساته وحتى مناهجه في مدارسه و جامعاته التي تقول بوضوح الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت وان العالم كله يجب ان يكون عبيدا لليهودي .
المنهاج التحريضي و المخالف لكل المعايير و القوانين الدولية هو ممارسة الاحتلال بل انه الاحتلال بحد ذاته ، فاذا اراد الاوروبي ان يتصرف بعدالة وفق المعايير الدولية عليه ان يحترم و يشجع و يدعم مقاومة الشعب الفلسطيني كما يفعل في اوكرانيا ، و عليه ان يتفهم و ردود الافعال من عمليات فدائية او مواجهة بالحجارة من الفلسطينين هي نتيجة حتمية لهذا الاحتلال وان تصعيدها ايضا ياتي من تصعيد ممارسات و جرائم الاحتلال و المستوطنين ، فهل حرق عائلة دوابشة و الطفل ابو خضر و سياسة الاعدام الميداني اليومي و مصادرة الاراضي و قطع و حرق اشجار المواطن الفلسطيني و الحواجز التي تحول الوطن لكونتونات و الاعتداءات اليومية للمستوطنين على الماريين المدنيين و قتل العديد منهم كل هذا ليس منهاج تحريضي اسرائيلي يجبر الفلسطيني على مقاومته ؟!؟ هل دخول المدن الفلسطينية و اعدام الشباب بدم بارد وباطلاق ١٠٠ رصاصة على جسم شاب يقف اعزلا في وسط المدن وامام النساء و الاطفال ليس ضمن المنهاج الاسرائيلي الذي يشعل النار في نفوس الشعب الفلسطيني هل اقتحام و دخول المستوطن بن غفير و غيره للمسجد الاقصى للمس بمقدسات مليار مسلم ليس منهاج تحريض اسرائيلي ؟ الحقيقة ان الاوروبي ليس اعمى بل انه عنصري ينحاز لمصالحه .
مقاومة الظلم و الظالم لا تحتاج لمنهاج مكتوب ايها الاوروبين بل استمرار الاحتلال و استمرار ممارسة الظالم لظلمه و جرائمه كفيلة لاشعال الثورة فالشعوب دوما تنتفض و تثور بوجه المُحتل و القانون الدولي يُحتم على الجميع الوقوف مع الشعوب المضطهدة و المقهورة و اهم منهاج لهذه الشعوب القانون الدولي الذي منحهم هذا الحق.
على الاوروبين قبل الطلب من الفلسطينين و ابتزازهم بلقمة عيشهم بتغير المناهج لتصبح مناهج تقف مع الاحتلال و تمنحه الشرعية ان تطلب من الاحتلال احترام الشرعية الدولية و قوانينها و قف مناهج القتل و مسلسل الجرائم اليومي الذي يشعل نار الغضب للطفل الفلسطيني قبل الشاب و الشيخ و يغذي الحقد المتبادل و يقتل فرص السلام قبل و قف المساعدات عنهم و معاقبتهم بدل التخفيف عنهم ، و الفلسطينين دوما جاهزين لتعديل مناهجهم التي تخالف القوانين الدولية .
الاسير الفلسطيني بتعريف القانون الدولي هو مقاوم للاحتلال و عنفه وليس ارهابي كما ينص المنهاج الاسرائيلي و كما يردده الامريكي و الاوربى وفق رؤية حليفهم الاسرائيلي و مناهجه ، و اسرة و حياة و راتب الاسير الفلسطيني واجبة و فرض عين على شعبه و من يتنصل منها هم اعوان الاحتلال و ادواته ، فهل يعتقد الاوروبين ان هناك فلسطيني واحد يستطيع ان يتنكر لهم ؟!؟ هيهات .
حق الفلسطيني في مقاومته بكل اشكالها ضد الاحتلال الاسرائيلي مكفول بكل القوانين الدولية و الاحتلال الاسرائيلي و ممارسته الناعمة والمسلحة مرفوضة و مخالفة لكل المعايير و القوانين الدولية ، على الامريكي و الاوروبي الذي يسعى و يدعي رغبته بوقف العنف انها منهاج التحريض الاسرائيلي في المنطقة ( انهاء الاحتلال الاسرائيلي ) و هو المنهاج الرئيسي الذي يخلق العنف و يغذي الكراهية و يعدم فرص السلام ليس في منطقة الشرق الاوسط بل العالم اجمع .