الكاتب:
رئيس التحرير د. ناصر اللحام
أطلقت إسرائيل حربا جديدة على الفلسطينيين تحمل اسم كاسر الأمواج . ومن ظن أن عملية بني براك التي نفذها ضياء حمارشة هي التي استجلبت الانتقام الإسرائيلي من جنين ومن شمال الضفة فهو مخطئ . ومن ظن ان عمليتي بير السبع والخضيرة قد استجلبتا العنصرية والكراهية ضد المدن العربية داخل الخط الأخضر فهو مخطئ أيضا .
إسرائيل ومنذ عامين جهزت خطة اصطلح عليها ( السور الواقي 2 ) لإعادة احتلال جنين ونابلس ، وقتل المقاتلين , بفواتير انتقام عمرها 20 عاما .
وإسرائيل ومؤسساتها الأمنية كانت اعدت خطة لتكريس العرب داخل الخط الأخضر على انهم خطر استراتيجي يجب قمعهم وسحب حقوق المواطنة منهم .
فلا استنكار الرئيس أبو مازن لعملية بني براك يشفع لشمال الضفة . ولا بيانات الشجب والاستنكار من قيادات الفلسطينيين وأعضاء الكنيست العرب يشفع للسكان داخل الخط الأخضر . وانما استخدمته إسرائيل العنصرية لتبرير الجرائم اللاحقة وقتل الفلسطينيين في كل مكان .
يوني بن مناحيم صحفي إسرائيلي عنصري ومن دعاة القتل والانتقام من العرب نشر صورة دماء شباب جنين وكتب عليها بلذة سادية مريضة : هذا هو الانتقام لدم اليهود !! ويتورط المزيد من الصحفيين الإسرائيليين ( قلة منهم من لم يفقد عقله ) في الدعوة لسفك الدماء لتصبح الصحافة الإسرائيلية شريكا كاملا في الجريم ، سواء باختيار العناوين أو باختيار الصورة او بكتابة النصوص العنصرية المتوحشة التي تعتبر الأطفال العرب مخربين يجب قتلهم دون شفقة .
لم تبحث إسرائيل عن أي حل سياسي ، ولا تبحث الان . وانما فتحت قنوات الدم تفيض في كل المدن والقرى والمخيمات .
كل شيء قديم ينهار الان امام كاميرات البث . ربع قرن من اللف والدوران يتبخر في اول امتحان عملي ، الصحافة العبرية المزيفة ، والمفاوضات الخادعة ، جامعة الدول العربية النائمة ، حكومات التطبيع الغادرة ، الرباعية الغائبة ، أمريكا الكاذبة ، والسراب الكبير يتبدد .
وقد علمتنا الحروب الكثيرة الماضية أن إسرائيل اذا مضت في درب الدم هذا , فإنها لن تصل الى أي مكان .