السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحل السلمي للأزمة الأوكرانية والكف عن ازدواجية المعايير

نشر بتاريخ: 04/04/2022 ( آخر تحديث: 04/04/2022 الساعة: 13:55 )

الكاتب:

بقلم السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

إن الأزمة الأوكرانية تؤثر على العالم. ويأمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، أن يعود السلام إلى أوكرانيا في يوم مبكر. في 1 نيسان 2022، أشار الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقائه عبر رابط فيديو مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى أن موقف الصين تجاه المسألة الأوكرانية ثابت وواضح. تقف الصين دائما إلى جانب السلام وتتوصل إلى استنتاجها بشكل مستقل بناء على خصائص كل مسألة، وتدعو إلى التمسك بالقانون الدولي والأعراف الحاكمة للعلاقات الدولية المعترف بها عالميا، وتعمل وفقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتدعم مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام.

كيف تحل الأزمة الأوكرانية في ظل الظروف الحالية؟ طرح الرئيس شي جينبينغ وجهات نظره من أربعة نقاط: أولا، تعزيز المساعي الحميدة ودفع المفاوضات، هي طريقة وحيدة قابلة للتطبيق لمنع تصعيد التوترات، ويجب على المجتمع الدولي مواصلة تهيئة الظروف الملائمة والبيئة المواتية للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وإفساح المجال للتسوية السياسية، بدلا من صب الزيت على النار وتصعيد التوترات. ثانيا، الحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية على نطاق أوسع، وطرحت الصين مبادرة من ست نقاط بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، وقدمت دفعات متعددة من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى أوكرانيا، وأرسلت إمدادات إلى الدول الأوروبية التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين. ثالثا، تعزيز السلام الدائم في أوروبا والقارة الأوراسية، وتدعم الصين أوروبا وروسيا والولايات المتحدة والناتو في إجراء حوار من أجل بناء إطار أمني متوازن وفعال ومستدام في أوروبا. رابعا، منع تضخم الصراع الإقليمي، يجب التعامل مع الأزمة الأوكرانية بشكل صحيح، وألا يجعل العالم بأسره رهينة، ناهيك عن التسبب في معاناة الأشخاص العاديين في جميع أنحاء العالم نتيجة لذلك.

ما هو الدور الذي تلعبه الصين في المسألة الأوكرانية؟ في 31 آذار 2022، أشار مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أن دور الصين ينعكس بشكل رئيسي في خمسة محاور: أولا، الالتزام بالاتجاه الصحيح المتمثل في بذل المساعي الحميدة ودفع المفاوضات، ورفض صب الزيت على النار وتصعيد الصراع، والدعوة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع، ودعم إجراء الحوار المباشر بين الجانبين الروسي والأوكراني. ثانيا، الالتزام بالدفاع عن القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، والدعوة إلى احترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والسيادة وسلامة الأراضي لجميع الدول، ورفض إقحام الدول الصغيرة والمتوسطة في الألعاب الجيوسياسية. ثالثا، الالتزام بمنع عودة عقلية الحرب الباردة، وعدم الانسجام مع المواجهة بين معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء، ودفع التضامن الدولي، والدعوة إلى مفهوم الأمن المشترك والتعاوني والمتكامل والمستدام، واحترام ومراعاة الشواغل الأمنية المعقولة لجميع الأطراف. رابعا، الالتزام بدعم جهود الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول، ورفض العقوبات الأحادية الجانب التي لا أساس لها في القانون الدولي، والدعوة إلى حماية سلاسل التصنيع والإمداد الدولية لتجنب الإضرار بالتبادلات الاقتصادية والتجارية العادية وحياة الناس. خامسا، الالتزام بتعزيز السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتمسك بسياسة الود والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول مع الجوار، والحذر من إقحام مواجهة الكتل في المنطقة من قبل الولايات المتحدة باستغلال "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ"، والعمل على تسريع التكامل والتعاون الإقليميين، وحماية زخم التنمية الذي تحقق بصعوبة.

كيف ننظر إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع المسألة الأوكرانية؟ كما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأحداث الحالية في أوروبا أظهرت ازدواجية المعايير بشكل صارخ، وما يحدث في فلسطين لا يمكن السكوت عليه. تدعو الصين إلى ألا يتبنى المجتمع الدولي معايير مزدوجة بشأن القضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة. ومن غير المقبول الكيل بمكيالين للتعاطف مع اللاجئين في أوكرانيا بالتزامن مع تجاهل اللاجئين من دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية. ومن غير المقبول الكيل بمكيالين وتسمية إيذاء المدنيين في أوكرانيا جرائم حرب مع السماح بإيذاء المدنيين في جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية وأفغانستان والعراق وفلسطين. ومن غير المقبول الكيل بمكيالين للهجمات على أوكرانيا تقوض مبدأ احترام السيادة مع الهجمات على جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية وأفغانستان وسوريا مشروعة وقانونية. ومن غير المقبول الكيل بمكيالين للتأكيد على أن السيادة غير قابلة للانتهاك في المسألة الأوكرانية مع الادعاء بأن حقوق الإنسان تسبق السيادة عندما يتعلق الأمر بالمسائل بجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية والعراق وغيرها. ويجب احترام سيادة وسلامة الأراضي لجميع الدول، ومراعاة مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واهتمام بالشواغل الأمنية المعقولة لجميع الدول. ولا يمكن معالجة القضايا الإقليمية الساخنة بطريقة عادلة وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط وأوروبا وأماكن أخرى من العالم إلا أن يتم الكف عن المعايير المزدوجة.