الجمعة: 17/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

جنين.. صوتنا وصورتنا وكرامتنا

نشر بتاريخ: 12/04/2022 ( آخر تحديث: 12/04/2022 الساعة: 17:12 )

الكاتب: أحمد فائق أبو سالم

دماء القسام تقاتل في جنين ..تنبض في عروق أبطالها، وروح فرحان السعدي تطوف روابيها.

يعبد تستعيد حكاية الشرارة الأولى..

في أحراشها تضوع مسك الشهادة، وانتثر عطرها في أرجائها وسهولها..

جنين .. مثلث الشهداء وعرين الفهود السود، تنتصر على ذاكرة المشنقة والإعدام والاغتيال ..

تنهض أزقة المخيم، على إرث الملحمة؛ نيسان ربيع البطولة واتقادها ..

أسماء الشهداء والقادة وسيرهم الباذخة بالشرف معلقات فخر على أستار الوجدان الوطني والإنساني ..

أبو جندل .. طوالبة وقائمة مديدة من نوارس الفداء، رموز عالية، وكواكب مضيئة في سماء التضحية ..

جنين بزوغ الأسرى من نفق الصعود إلى هواء الحرية، وأول شعاع من شمسها الذهبية..

جنين هزة الخوف في قلب الظالم، وحصنه المنيع ..

في غيمها الممطر صورة ضياء وصوت رعد هادر ..

حاصري حصارك وتسربلي بأسطورة الثبات..

لا يغرنك لهو المطبعين بنذالتهم، هم يتسلون بتعثرهم في منحدر السقوط، وأنت تتشامخين في ذرى الكرامة.

ما أعظمك وأنت تحرسين نهر إبائك وكبريائك المتدفق بالعطاء لفلسطيننا، وما أصغرهم في مستنقع الهوان.

واصلي النفاذ إلى مجدك العالي، وأطلي من تاريخك وأغانيك وسوسنك سيفا وقصيدة حب.

وزخرفي حاضرك بزئير رجالك، وزغاريد الماجدات المغتسلات بالدمع والمراثي وشجاعة الوداع لأسود الحمى، وأومضي في أفقنا المظلم، واكتبي لمستقبل هذا الشعب الأبي أنصع صفحات العزة.

لن تنكسري يا جنين، ولن تتسلل الشماتة إلى قلوب أعدائك، وفيك رجال صدقوا في حبهم وانتمائهم وثباتهم في زمن العار والهزائم.