الكاتب: ربحي دولـــة
تعالت الأصوات مع بدايـة هذا العام وتسابقت الجمعيات الاستيطانية على تحفيز قُطعان المُستوطنين على اقتحام المسـجد الأقصى المُبارك في أعيادهم، حيث قدمت هذه العصابات التحفيزات لكل من يُحاول أن يذبح قُرباناً في ساحات الأقصى. هذه النداءات في هذه الأيـام بالتحديد ليست عبثية بالنسبة لهذه الحركة الاستعمارية والتي تعمل جاهدة على تهويد القدس وهدم المسجد الاقصى لاعادة بناء ما يُسمى الهيكل المزعوم والذي لا مكان له هناك.
هذه النداءات تـأتي في الوقت الذي تقوم به حكومة الاحتلال بالتضييق على شعبنا من خلال الإمعان في سياسة القتل والحصار لإرغام شعبنا على الاستسلام لشروط هذا المُحتل الذي نسي أن شعبنا الفلسطيني تتعاظم قوته أضعاف حجم ضغوطهم وتتوحد الصفوف في هذه المعركة المُستمرة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا ولن يقف شعبنا مكتوف الأيدي حيال هذه الهجمة المُنظمة التي يشنها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في كل مُدننا وقُرانا في ظل انشغال العالم أجمع في الحرب الدائرة على الجبهة الأوكرانية مُتخوفين من المد الروسي لكن كل أزمات العالم وتَنكر العالم أجمع لحقوقنا لا يمنعنا من الصمود والتصدي لسياسة الاحتلال التوسعية والتي تتنكر لكل حقوق شعبنا.
إن المساس في مُقدساتنا وقُدسنا والاقصى المُبارك يُعتبر تعد على كل الخطوط وبالتالي سنكون جميعاً على موعد مع انطلاق شرارة الحرب الشاملة والمواجهة العارمة مع هذا الاحتلال: مواجهة لن تتوقف حتى هزيمته وإرغامه على الاستسلام والتسليم بحقوقنا المشروعة وكف يده عن أرضنا ومقدساتنا .
لقد مر شعبنا في ظروف أصعب من التي يمرُ بها الآن وخرج من كل المواقع مُنتصراً، فمنذ ان دنست أقدام هذا المُحتل أرض فلسطين وشعبنا في حالة مواجهة واشتباك معه، فانتصر شعبنا في كل المعارك التي خاضها وبقي صامداً شامخاً على الرغم من تكالب المُحتل وأعوانه علينا، إلا أنه لم يستطع كسر إرادتنا ولم يستطع هزيمتنا فبقيت قضيتنا القضية الأولى التي تتصدر عناوين العالم وبقي شعبنا مصدر إلهام لكل الشعوب المقهورة في العالم .
إن حالة الانقسام التي يعيشها شعبنا أضعفت موقفنا وأضعفت جبهات مواجهتنا مع الاحتلال لكن عندما يكون الحديث عن المجسد الاقصى ومحاولات تدنيسه ستُطوى كل صفحات الانقسام وسيتواجد شعبنا بأكمله في هذه المعركة التي تُعتبرُ مفصلية وجميعنا عشنا حالة التوحد التي عشناها معاً قبل عدة أشهر عندما حاول الاحتلال السيطرة على حي الشيخ جراح وطرد أهله، كيف خرج شعبنا في كل المُدن والقرى والمخيمات في الضفة وغزة وفي الداخل الفلسطيني في مواجهة أرغمت المُحتل على التراجع عن سياسته وأبقت أهالي الشيخ جراح في بيوتهم وبقي هذا الحي شاهداً على اسطورة هذا الشعب العظيم، فكما لم نسمح بأن يكون الشيخ جراح قُرباناً تُقدمه حكومة الاحتلال لقُطعان مستوطنيها فإننا لن نسمح ولن يكون المسجد الأقصى قُرباناً تقدمه الجماعات الاستيطانية للفكرة الصهيونية التوسعية وسيبقى الأقصى ويبقى شعبنا وسيزول هذا المُحتل ويبقى شعبنا الشاهد على دحر المحتل مُجسداً اسطورة الشعب الذي لا يُقهر رغم كل ما احيك ويُحاك ضده من مؤامرات .