الكاتب:
الياس صباغ
مروان البرغوثي (أبو القسام) مناضل صلب، صاحب إرادة عصية على الانكسار،
قائد سياسي ذكي ومحنّك، وصاحب رؤية سياسية ثاقبة،
سياسي غنيّ بثقافته، عفيف النفس، نبيل الأخلاق ونظيف اليدين،
متواضع إلى أبعد الحدود وتواضعه يستفزّ البعض أحيانًا،
صاحب قدرات خطابية مميزة، شخصيته مليئة بالذكاء وخفّة الدم، ممتلئ بفلسطينيته وممتلئ بإنسانيته،
صاحب المكانة الشعبية العالية والكاريزما السياسية والروح الوحدوية،
أصيل الانتماء، شامخ الكبرياء وكريم في الوفاء والعطاء،
صديق وفيّ ويُقابل الوفاء بالوفاء،
يخاصم برجولة ويصادق برجولة،
يتقدّم في العطاء ويتأخر في الأخذ،
مروان البرغوثي، هذا الصوت الآتي من الرحم الطاهر للأرض الفلسطينية، لم تُسكته ولم تُسقطه لا مدافع الدبابات ولا الطائرات ولا محاولات الاغتيال، ولا الزنازين وسنين القهر والحرمان والظلم في سجون الاحتلال، ولا تخاذل ذوي القربى، بل بقي صوتًا حرًا شريفًا مدافعًا عن حقوق شعبه وحريته وكرامته واستقلاله في كل الساحات،
ظلمة الزنازين وسنين السجن لم تعتّم قلبه وروحه، بل بقي معطاءً، متسامحًا، رحب الصدر مع الجميع من أبناء شعبه،
حاضر وبقوة في كل مراحل النضال الفلسطيني من لجان العمل التطوعي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مرورًا بالشبيبة وأطرها ورئاسة مجلس طلبة جامعة بير زيت وساحات السجون، ومن ثم الانتفاضة الأولى والثانية ومرورًا كذلك بالمجلس التشريعي، وداخل السجون بعد عام 2002،
لم يبخل علينا بالمبادرات والأفكار والبرامج من داخل الزنزانة،
متقدّم الصفوف، يفرح لنجاح الآخرين حتى وإن كانوا من أصحاب الرأي الآخر،
قائد لا يعرف الكلل ولا الملل، ويربّي الأمل في نفوس الآخرين، مليء بالطاقة والعنفوان ويقدّم الحلول والمبادرات والبرامج طوال الوقت،
يعمل دائمًا على تجميع الناس وتوحيدها على البرنامج الوطني وعلى القواسم المشتركة؛ والأهم أنه يعرف كيف يوحّد الناس ويجمعهم،
مجبول حتى النخاع في هموم الوطن والناس، خدمة الناس عنده واجب مقدّس، ورغبته في العطاء لا حدود لها، يعيش مع هموم الناس ولا يعرف أن يعيش إلّا مع الناس ومن أجلهم،
مروان البرغوثي يتحدث دائمًا بإرادة ونفس وروح المقاوم، وبعزيمة ورؤية القائد، وبذكاء السياسي الفذّ وبإيمان المنتصر بعدالة قضيتنا، ولا يُراهن إلّا على سواعد الفلسطينيين،
له رؤية للكلّ الفلسطيني؛ في الداخل والخارج والشتات، ويقول: "يحق لكل فلسطيني كان في تشيلي أو في جنين أو غزه أو مخيم عين الحلوة أن يُعبّر عن رأيه في قضية فلسطين"، الكلّ الفلسطيني شريك في مسيرة التحرر الوطني وكلٌّ حسب قدرته وظروفه،
ليس هناك مكان للعتاب والحقد في عمله، ولا يعمل على تغييب أحد، من معه هو حليف وشريك وليس تابع، ومنفتح على الكل الفلسطيني،
مروان البرغوثي ليس قائد تيار أو مجموعة؛ بل صاحب مشروع وطني وحدوي ديمقراطي تقدّمي، يتناسب مع تضحيات وحقوق وطموحات شعبنا الفلسطيني،
مروان البرغوثي ضمانة للديمقراطية والتعددية السياسية والاجتماعية في فلسطين،
مروان البرغوثي قادر على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرّر وطني، وقادر على تصحيح البوصلة،
الساحة الفلسطينية بحاجة إلى قائد بذكاء وإرادة وحضور مروان البرغوثي.