الكاتب: مروان أميل طوباسي
الاحتفالات وأحياء شعائرنا الدينية اِن كان بالمسجد الأقصى المبارك أو بكنيسة القيامة وتحديدا خلال الشهر الفضيل والأعياد الاخرى أو بأسبوع الآلام وعند ذكرى قيامة السيد المسيح وما يسبق ذلك من الجمعة العظيمة وفي سبت النور ، ليس هبة من أحد وفق تقاليد "الوضع المعمول به" والتي تنظم تلك الاحتفالات باصول متفق عليها منذ عهد طويل ، بل هو حق لاصحاب الأرض الأصليين وأصحاب تلك المقدسات والتي هي جزء من هويتنا الوطنية ، هي جزء من موروثنا الثقافي الذي يشكل اساس انسانيتنا ووجودنا القومي الذي لا يمنحنا الحق به أحد من السلطة القائمة بقوة الأحتلال .
ان ما يحدث من انتهاكات لدولة الاستعمار والأبرتهايد بحق وجودنا التاريخي في مدينة القدس العاصمة الابدية لنا وفي مقدساتها وفي كل فلسطين يتعلق بقضية استمرار الاحتلال ، فكل تلك الجرائم من القتل والحصار والترحيل وكذلك التضيق السافر على المشاركة بالاحتفالات الدينية بالاقصى والقيامة هي جزء من جريمة الاحتلال نفسه وتعبير عن جوهره بأشكال مختلفة ، لا تتعلق بمدى التزام دولة الاحتلال باصول تقاليد الوضع القائم " الستاتسكو" ، بل بعقلية الاستعمار والاضطهاد ، فاسرائيل دولة ارهاب منظم دون قانون اساسي وفوق المعاهدات الدولية ، وحتى دون حدود باعتبارها دولة توسع استعمار استيطاني تنفي حقنا بالوجود كشعب له حق بتقرير المصير وحق بالحرية والاستقلال الوطني وحق بالسيادة على ارضه ومقدساته .
ان الأمر الأساس المرتبط بتلك الانتهاكات يتعلق باستمرار هذا الأحتلال الذي يجب ان ينتهي ، ويتعلق بأشكال الاستيطان والتمييز العنصري والتهويد لإرضنا باعتبارها جرائم ضد الإنسانية ومحاولات يائسه متكررة منذ جريمة النكبة لفكرة اقتلاع شعبنا من أرضه تجسيدا لرؤية الحركة الصهيونية في مقولتهم "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ."
ان إسرائيل التي يتمدد فيها اليمين الفاشي العنصري المعادي للسلام والتي يتسابق حكامها لإسترضاء اصحاب الفكر الاستيطاني التوراتي لاستمرار وجودهم بالحكم ، تستغل اليوم البعد الديني من أجل تمرير المشروع السياسي الصهيوني في غياب بل وامام شلل المواقف الغربية الدولية التي تمارس النفاق وسياسات ازدواجية المعايير امام ارتكاب حكومات إسرائيل المستمر لجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان فتسهل لها بذلك استمرار الاحتلال وما تسعى له بالقدس دون أي محاسبة وعقاب .
ان الأرض لنا والقدس لنا ، فلنتكاثف من أجل الصمود والبقاء بالقدس عاصمة أبدية ولنحتفل باعيادنا جميعها بحق وإيمان ، ونستمر في فضح تلك الجرائم أمام العالم ونعزز كل علاقاتنا مع الدول الصديقة شعوب العالم وقواها الديمقراطية لعزل تلك السياسات العنصرية التي تمثل جوهر وشكل الأحتلال أمام كافة المحافل الدولية ، فالحق يجعلنا احرارا وكل عام وشعبنا بخير .