الكاتب: إبراهيم ابراش
تسعى إسرائيل إلى تحويل الصراع مع الفلسطينيين إلى صراع ديني وهذا أمر مفهوم ،لأنها تريد أن تغيب حقيقة أن صراع الشعب الفلسطينيهو صراع ضد احتلال استعماري استيطاني ولأنها قامت على أساطير دينية وليس لليهود أي وجود مادي حضاري أو ثقافي إلا مزاعمهم التوراتية الأسطورية ولأن إضفاء طابع ديني على الصراع يحشد كل يهود العالم حولها ،وجزء كبير من المسيحيين ولكن بالنسبة لنا كفلسطينيين فإن لنا وجود مادي حضاري وثقافي منذ أكثر من خمسة آلاف سنة وقبل ظهور الديانات السماوية وجاء الإسلام ليعزز هذا الحضور ولذلك فإن تحويل الصراع إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين لن ولم يؤدي إلى استنفار العالم الإسلامي للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ،وقد رأينا المواقف السلبية للدول الإسلامية مما يجري في القدس وغالبيتها مطبعة مع إسرائيل ،كما أن جماعات الإسلام السياسي ذهبت لتجاهد في كل مكان في العالم إلا فلسطين المحتلة ، والصراع الديني يهمش البعد الوطني والقانوني كصراع بين شعب خاضع للاحتلال ودولة احتلال استعماري استيطاني ،والصراع الديني يضعف التأييد العالمي لعدالة قضيتنا لأنه يؤدي إلى الخلط ما بين المقاومة الوطنية المشروعة للاحتلال وبين ما تمارسه الجماعات المتطرفة عبر العالم .
ولذا فإن محاولات حماس لإضفاء البعد الديني على الصراع ورفع راياتها داخل المسجد الأقصى يحرف البوصلة عن حقيقة الصراع باعتباره صراع تحرري وطني