الكاتب: مروان أميل طوباسي
مع بداية زمن القيامة بعد أحد الفصح الذي يمثل قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاث ايام من صلبه على أيدي كبار تجار اليهود وكهنة معبدهم والجنود الرومان ، وما تمثله هذه القيامة من معاني الحياة والخلاص وانتصار الحياة على الموت والحق على الظلم لنا نحن ابناء الشعب الفلسطيني المصلوب من أكثر من سبعة عقود ، فقد تذكرت في هذا الصباح قصة اليهودي الذي كان يُدخل البهائم الى دارٍ ويُخرجها على فترات لِيُشعر صاحبها بنوع من الفرق والارتياح بأسلوب مخادع لا يأتي على تغير بل باشعاره بالحرية عند إخراج البهيمة ومن ثم إعادتها ، ليحافظ على استمرار الوضع القائم.
لذلك اقول إن الحرية لا تتجزاء ، فان كان " الزحف الاستيطاني" أو ما يسمى " بالضم " أو محاولات "التغير الديمغرافي وتغير الهوية " بالقدس عاصمة دولتنا وإجراءات " تهويدها " او "مصادرة وسرقة الأراضي" او سياسات "الاحلال السكاني والترحيل والقتل اليومي "، أو الحصار والاغلاق ، او " إدخال تسهيلات " ، فانها جميعها تفاصيل قد يتم التلاعب في تنفيذ مكوناتها وتوقيتها ومسمياتها أو في تبديل أولويات تنفيذها مقابل ضغط مخادع من هنا او هنالك ، لكنها اجراءات جميعها تشكل في مجملها محتوى ومعنى الاحتلال الاستعماري كجريمة متكاملة الأركان ، والممتد منذ ٥٥ عاما والذي يجب أن ينتهي مرة وللأبد كاطول احتلال بالتاريخ بعد الحرب العالمية ، كي تتاح لنا فرصة حق تقرير المصير على أرضنا وتجسيد استقلالنا الوطني في دولتنا وعاصمتها القدس ، حتى ينعم شعبنا بالحرية والسلام بعد ٧٤ عاما من وقوع أشد انواع القهر والظلم عليه .
ان كل أشكال العدوان على شعبنا لن تُنهي الصراع ولن تُخضع شعبنا لأملائاتهم أو للأستسلام ، فمن خلال محاولاتهم لادارة الصراع ، أو بالحديث عن ما يسمونه بالتسهيلات ، فهم يسعون فعلاً لأستمرار هذا الوضع للأبد واستدامة الاحتلال وتصعيد انتهاكاتهم بالقدس وبكل فلسطين.
الصراع لا تتم إدارته بل يتم حلّه حتى يحل السلام الحقيقي ، وحله يتم فقط بانهاء هذا الاحتلال الاستيطاني البشع وكل ما ارتبط به من ظلم تاريخي ، وليس من خلال محاولات تجميله ، أو من خلال لعبة الرجل اليهودي والبهائم ، وما شابه ذلك من التلاعب في قصة عدد المصلين التي لا أعرف من هو صاحبها الذي يبدو أنه من كوكب أخر ، وكأن صراعنا ليس على السيادة بل فقط على العبادة بالقدس .
لقد اَن لهم وللعالم أن يدركوا ولو متأخراً بأن هذا هو الطريق الوحيد للأمن والسلام والاستقرار ، وأن الضحية لا تساوى بالجلاد ، وطلب ضمان أمن الجلاد من الضحية هو امر لا يستوي مع الحق والمنطق . أن حقنا بالسيادة وبتقرير المصير مبداء سامي لا يتم التفاوض عليه ولا يغير من أمره إدخال بهيمة هنا او إخراج أخرى من هنالك كما كان اليهودي يفعل مع صاحب البيت الذي كان يشكو عدم الراحة ، فوقع ضحية الخداع بالتفاصيل دون حل اصل الحكاية ...
وهنا اعيد ما كتبه الصديق زعل ابو رقطي ،
"لم تعد تعنينا التفاصيل ..
فنحن اصل الحكاية ! ونحن من يرويها !"