الكاتب:
محمود جودت محمود قبها
ندائي للمعلمين الذي يضربون عن الدوام ، أعلم أن مطلبكم بتحسين وضعكم المالي والمعنوي حق لا غبار عليه، لكن فلسطين الآن وفي هذه اللحظات التي تعلمون ما حل بها تحتاج منكم وقفة وتأمل حتى تنقشع هذه الغيمة التي تحيط بنا وما بقي الا القليل شهر واحد على العطلة الصيفية ، وأظن أن اتفاق الحكومة مع الاتحاد فيه جزء ولو بسيط من حقوقكم ، وقد يكون هذا كافياً في هذه المرحلة الحاسمة والظروف التي تعسف بفلسطين ، وكذلك تزامن الإضراب مع نهاية العام الدراسي وكل ما أرجوه وانا في كلماتي من معلمي فلسطين وخاصة بلدات الوطن إنقاذ أبناءنا قبل فوات الأوان ، أنقذوا أطفالكم ، يكفي سنتين من كورونا أثرت على المسيرة التعليمية ، ولا بد من وقفة من أجل نيل الحقوق وتحقيق أهداف المعلم على أكمل وجه .
ومهما كان الإطار الذي سوف يتم الاتفاق علية، ومهما كانت النسبة التي سوف تتحقق للمعلم خلال المدى القريب اوالمتوسط، ومهما كانت آليات التعويض والعلاقة مع الاتحاد وغيرة، فأن ايجاد حلول جذرية لحقوق المعلمين، وبشكل هادئ وتشاركي عملي وعلمي، لهو الأساس لأية عملية تطوير التعليم والتربية في بلادنا، سواء أكانت هذه عملية شكلية أو جذرية، لانة وبدون انصاف المعلم، الذي له الفضل على الجميع في الماضي وحاليا، وبدون اعادة الاحترام والكرامة والإنصاف إلى المعلم، وبدون تحقيق نوعا من الاستقرار في حياتة، بدون كل ذلك، فإن الحديث عن أية عملية تطوير نوعي وجدي وجذري في التعليم في بلادنا، لن يكون مستداما او مجديا او حتى قابلا للتطبيق .
ونحن نعرف ان الاضرابات او الخطوات الاحتجاجية هي حق كفله القانون والنظام الاساسي في بلادنا وفي بلاد اخرى، وانها ليست بالجديده، سواء على صعيد المدارس او في الجامعات الفلسطينيه، وبغض النظر عن طبيعة وحجم المطالب التي ادت وتؤدي الى الاحتجاجات، فإنها تتمحور في النهاية حول تحسين الظروف المعيشية للعاملين، او بالادق حول الاوضاع المالية للمعلمين أو للموظفين، وهذه المطالب تدور في نفس الإطار الذي دارت فيه مطالب العاملين في كل الفترات التي شهدت تحركات للعاملين سواء في المدارس او في الجامعات الفلسطينيه، وبالتالي فإن نوعية المطالب أسبابها معروفة منذ سنوات، وليست وليدة هذه الفترة أو الشهور او الايام، اي انه من الواضح أن هذه المطالب لم تلقى الجدية والتعامل الجدي من أجل توفير حلول جذرية لها .
لنفكّر، فيما يبدو مألوفا ومكررا، وهو أن تحقق الاستقلال والسعي إليه أولا سيؤمن للخزينة العامة دخلا مهما كوننا سنسيطر على الإيرادات في سياق سيادتنا على الأرض، وسيخلق حلولا اقتصادية للبطالة على وجه التحديد، لذا فمن المهم التشبث بهذا الخيار الاستراتيجي، الذي يعني في المقام الأول الوحدة الوطنية والتضامن الاجتماعي، لنمضي نحو المعركة السياسية موحدين وموحدات .
وتحقيق مطالب المعلمين، سواء من ناحية غلاء المعيشة، أو من ناحية تحقيق العلاوات الاخرى، او من ناحية الراتب الاساسي، او تعليم ابناء المعلمين، أو فيما يتعلق بالترقيات و الدراجات واستخدام معايير الكفاءة والتقييم والنزاهة في ذلك، حيث أن تحقيق هذه المطالب لهو من المفترض أن يكون تحصيل حاصل ولا يستدعي المماطلة والعناد والتلكؤ وسرد الحجج والاسباب، وفي نفس الوقت، لم يكن ذلك يستدعي الإضراب والمناكفات والشاحنات وخسارة مئات الآلاف من الحصص، والاهم الخسارة المعنوية للعملية التعليمية ولاطرافها، في أعين الطلاب والإعلام والمجتمع.
وفي ظل واقع أليم وصعب وغير متوقع وصلنا الية، وفي ظل خسارة وطنية على كافة الاصعدة، وفي ظل افرازات بعيدة المدى أظهرتها أزمة إضراب المعلمين الحالية، وفي ظل مواقف غير مفهومة أو متوقعة لاطراف هنا او هناك، فالمطلوب التحرك السريع لدراسة الاسباب التي ادت بنا الى هذا التشرذم المجتمعي والاجتماعي، والتي اوصلتنا الى مرحلة من العناد الضيق الذي وفي احيان لا يمكن فهمة، والمطلوب كذلك البدء بنقاش مجتمعي شامل، وربما بمبادرة من وزارة التربية والتعليم والمعلمين بعد انتهاء الاضراب، من أجل فهم كيفية التخلص او التقليل من الأوضاع الحالية، وفي كيفية العودة إلى التماسك واستخدام قوة " رأس المال الاجتماعي" والتي نحن بأحوج إليها الآن أكثر من أي وقت مضى .
وفي بلادنا، نعرف أن التعليم، بدأ من الصفوف الاولى وحتى التوجيهي،يشكل جزءا أساسيا من حياتنا، وان الاقبال على التعليم بشكل فخرا للكثير من الأفراد والعائلات، وأن نسبة الأمية في بلادنا تكاد لا تذكر، وبالأخص عند الأجيال الحالية، وبـنت يوجد أكثر من مليون طالب يلتحقون بالتعليم المدرسي، وبـ أن هناك حوالي 38 ألف معلم، يبذلون كل جهودهم من اجل العطاء وتربية الاجيال،رغم القيود وضعف الامكانيات والاولويات والمصادر المتاحة، ولكن ومع الإدراك الذي لا يجادل فيه أحد لأهمية التعليم والمعلمين، اليس بالاحرى وانطلاقا من الأزمة الحالية، التي نأمل أن تنتهي بأسرع وقت، أليس من المجدي العمل لإيجاد حلول جذرية، مستدامة، عادلة، وتلقى قبول الناس والمجتمع، قضايا المعلمين، وبالتالي العمل الحقيقي من أجل تطوير العملية التعليمية برمتها، نحو الإبداع والتفكير والريادة، ونحو مواكبة حاجات وقضايا المجتمع، أسوة بما قامت وتقوم به دول كثيرة، ومنها لم يملك الإمكانيات والمصادر والأموال الكثيرة .
لا احد ينكر المطالب المحقة للمعلمين ونتمنى على المعلمين أن يسلكوا الطرق القانونية والحوار البناء الذي يفضي إلى نتائج دون الإضرار بمستقبل العملية التربوية والإضرار بمستقبل أبنائنا الطلبة إلا إذا كانت هناك مطالب أخرى من إضراب المعلمين لم يفصح عنها إذ نخشى عندها الدخول في نفق مظلم يقودنا إلى ما لا تحمد عقباه لا ننزلق في مزالق خطرة تهدد وحدة بنيانا الاجتماعي بحيث يبقى السؤال إضراب المعلمين .
المعلم هو رمز ودليل العلم والمعرفة وهو الشخص الذي يقوم بإخراج الطلاب من مستنقعات الجهل و الغباء والتخلف إلى أفضل مراكز العلم والتقدم المعلم هو الشخص الذي يفني عمره كله في سبيل توصيل العلم للطالب فهو طريق الحق والهدى والتقى بسبب وجود المعلم في الحياة يؤدي ذلك إلى حدوث تطور في الأوطان وازدهار وانتشار النور والعلم والمعرفة المعلم هو المصباح التي يستخدمه الطلاب ليسيروا به في ظلمات الحياة لمساعدتهم في إنارة الحياة .
معلمينا أنتم الشجرة التي نستظل بظلها ونأكل من ثمرها فنزداد بها علما ونرفع بها مكانة، وأنتم الزهر الذي ينبت في قلوبنا فيرويها علما بعض عطشا وينبت في عقولنا حار فكري وحارت العبارات وخجل القرطاس أن يخط تلك الكلمات لم أستطع أن أنثرها ولا أن أرتبها أو أنظمها احتراما لقدركم معلمينا الغالين كيف لها أن تصطف وتنتظم خشية منك فأنتم المعلمين و المهذبين وأنتم الأب والمؤدب أنتم المنارة التي تنير الطريق لنا لنعبر من خلالها بحر الظلمات وتنير العقول بوقود العلم والمعرفة لولاكم يا معلمينا ما نبت ولا ثبات ولا كتبنا حرف واحد إلا انفلت معلمينا الافاضل أجركم عند الله عظيم فأنتم حامي الحمى وحامل الرسالة المقدسة وقد أقسمتم أن تعلمون الناس وأن تبلغ الرسالة التعليمية حتى آخر قطرة دم فأبعده عنا الجهل والجهلاء.
فيكم تعلمنا القرآن والسنة وفقهنا الدين وعرفنا الأحكام فلم تبخل بذلك على أحد من الأنام معلمينا لا تسعفني كلماتي في مدحك ولا يستيقظ عقلي من غيبته لأشكرك فمقامك محفظ بعلمك وقدرك، محفوظ في صدورنا بتواضعك بوركت أيها المعلمين القديرين لطالما خططت بأناملك الكلام الجميل تغرسه في قلوبنا وعقولنا بالعلم النافع فطوبى لتلك الأنامل التي قلبت الصفحات وصححت الامتحانات وخططت بالقلم لتصل إليها تلك الكلمات معلمينا واستاذتنا بكم ترتقي الأمم وتتطور وبكم تعلو الهمم والمراتب فأنتم مفتاح للنجاح وطريق للوصول إلى الأحلام وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
كم من طالب أصبح متفوق بسببكم وأمسى طبيبا أو مهندسا أو معلما، فأنتم نوات العلم وسلم الأحلام كم من دعاء ارتقى إلى السماء يحمل في طياته ذكركم فقد وجهتنا إلى الاتجاه الصحيح عندما تعددت الطرق ورفقت بنا وصبرت على مسائلنا، فأنتم منبع العلم والمعرفة معلمينا لقد أحييت بنا إرث آبائنا وأجدادنا معلمينا إن كلمة شكرا في حقكم تقصير فهي لا ترتقي لقدركم ومكانتكم فإن عطائكم فياض لا حدود له فأنتم المجد والرفعة أنت القدوة الحسنة التي يقتدي بها وأنتم العلم الذي يدل على العلم كم من عقل داعبته بعلمك وحاوطه بمعرفتك فأرتقى ليكون مجتهدا بصاحبه فقهر الجهل وانتصر وفتحت له الأبواب يعبرها إلى آفاق الدنيا مرتقيا موكب العلم والمعرفة.
كل عبارات الشكر والامتنان لا يمكن أن تعبر عن مدى تقديرنا واحترامنا لكم يا معلمينا رزقكم الله الصحة والعافية بعدد ما علمتنا إن بناء العقول أصعب من بناء البيوت وقد كنتم يا معلمين خير بناء لها، فقد قمت ببناء عقول كثيرة وشدتها بمعالم الصدق والأمانة للنجاح اناي يقدرونه وللإبداع أناس يحصدونه لذا نحن نقدر جهودكم المضيئة يا معلمينا، فأنتم أهل للشكر والتقدير والثناء أشكركم يا معلمينا الأفاضل في دوركم العظيم في بناء المجتمع لا يمكن لأحد أن ينكره من روائع القدر أن يضع الله في دربكم من ينيرون لكم الطريق فهؤلاء وحدهم من يستحقون الشكر والامتنان معلمي الوطن الغالين منكم تعلمنا التضحية والتفاني والإخلاص ومعكم آمنا أن المستحيل مجرد كلمة )من علمني حرفا كنت له عبدا ) .