ربحي دولة
يعيش شعبنا في هذه اللحظات التي نودع فيها شهر رمضان المبارك في حالة فرح كما عاشها باقي أبناء شعبنا أعياد الفصح المجيد لأبناء الطوائف المسيحية المكون الأصيل من مكونات شعبنا، لكن هذه الأعياد على الرغم من أنها فرصة لبث الفرح والسعادة في نفوسنا، إلا أنها فرحة غير كاملة وبالعكس فرحة مع غصة كبيرة في نفوس العشرات والمئات من عائلات شعبنا العظيم بسبب ما فعله الاحتلال من ممارسات اجراميه بحقنا جميعا .
منذ أن دنست قدم اول مستعمر هذه الأرض وشعبنا يعيش في حالة مواجه مع هذا المحتل الذي لم يترك وسيلة اجرام وقتل الا مارسها بحقنا فاصيب كل بيت من بيوت مدننا وقرانا لجرح عميق لا يمكن شفاؤه الا بدحر المحتل وكنسه عن ارضنا التي دنسها بوجوده وممارساته.
فرحة الاعياد التي سرقها المحتل من نفوس وقلوب الامهات والاباء والابناء والازواج بفعل ما مارسه بحق ابنائهم فكم من أم جاءها العيد ودماء ابنها مازالت لم تجف عن تراب الوطن ، وكم من ابن جاءه العيد ووالده خلف القضبان ، وكم من زوجة فقدت زوجها شهيدا او اسيرا .
بيوت هدمت نساء رملت وأطفال تيتموا وعائلات بأكملها شطبت من سجلات السكان لتعرضهم للإبادة الكاملة نتيجة العدوان المستمر الذي يمارسه جيش الاحتلال بقصفه بالطائرات والدبابات لتلك العائلات والتي من المفروض أن تكون آمنة في بيوتها وفق كل الشرائع والأعراف والقوانين الا ان هذا المحتل يضرب بعرض الحائط كل هذه القوانين والاعراف في ظل هذا الانحياز العالمي له.
عيد جديد يهل علينا بعد صيام شهر رمضان والذي على الرغم من بركاته وتفضيله على باقي الاشهر، الا أنه أيضا يترك غصة في نفوس المئات من العائلات والتي تجتمع على موائد الافطار وينقصها الغوالي من شهداء في القبور او شهداء احياء داخل سجون الاحتلال.
نودع شهر خير وبركة فيه كل معاني العطاء والتكافل بين الجميع وتكثر فيه أعمال الخير محاولين التخفيف عن هذه الأسر قسوة بعد وفراق الأحبة، إلا أن كل هذه الفعاليات وعلى الرغم من أهميتها لا يمكن أن توصلنا الى فرحة كاملة في ظل وجود الاحتلال.
عيدنا الحقيقي والذي يوصلنا الى حالة الفرح والسرور الكاملة، إلا بعد قطف ثمر تضحيات ابناء هذا الشعب العظيم بعد ان تعيش هذه العائلات النصر الكبير على هذا المحتل وتكون دماء ابنائها وعذاباتهم في السجون هي وقود معركة الخلاص من المحتل الى الابد هذه هي الفرحة الحقيقية واعيادنا الفعلية والتي تأتي في ظل انتهاء المعاناة التي عانتها عوائلنا على مدار عشرات السنين من عمر الاحتلال المنتهي ليبقى الفرح والسعادة هي عنوان لهذا الشعب العظيم الذي قدم الغالي والنفيس من اجل هذه اللحظات.
وللوصول الى هذا اليوم المنشود لزاما علينا جميعا أن نتوحد وننبذ الخلافات ونسير في صف واحد لمواجهة هذا المحتل والذي كل يوم يزيد من وتيرة اعتداءاته علينا وخاصة الهجمة الشرسة التي تقودها حكومة الاحتلال وقطعان المستوطنين بحق الاقصى والمقدسات من خلال اقتحاماته المستمرة ومنع المصلين والتضييق عليهم في الوصول اليها .
لذا لزامًا علينا استثمار الجهود التي هبت نصرة للقدس والمقدسات واتحاد كل ابناء شعبنا من الداخل المحتل مع اخوتهم ابناء الضفة وغزة وحالة التضامن العالية التي أبدتها الشعوب العربية والاسلامية اتجاه القدس والمقدسات لتكون الفرصة الحقيقية لتطهير مقدساتنا من دنس المحتل.
فبوحدتنا كابناء لهذا الشعب العظيم ووحدة كل الفصائل الفلسطينية في اطار منظمة التحرير الاطار الجامع لكل ابناء شعبنا وتوحدنا خلف قيادة وطنية جامعة سنحقق مرادنا وسنعيد لاعيادنا الفرحة الكاملة والسعادة الحقيقة.
٠ كاتب وسياسي