الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من يذكر حل الدولتين سيخسر أية انتخابات قادمة .. والحل القادم يمر عبر الاردن

نشر بتاريخ: 07/05/2022 ( آخر تحديث: 07/05/2022 الساعة: 15:19 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام


بعدما أخذ الاحتلال فرصته وجميع الفرص الأخرى التي لا يستحقها أساسا ، وبعد ان ضرب بعرض الحائط جميع الحلول الوسط. بات من المؤكد أن حل الدولتين الذي ورد في اتفاقيات أوسلو شعار سخيف، منفصل عن الواقع، شعار جبان وخائف، ويحمل إهانة للمواطن الفلسطيني الذي يشاهد بأم عينه كيف سرق الاحتلال الأرض، وقتل الانسان، ودمّر الزرع، وجفف الضرع، ومنع التواصل الجغرافي وقطع الطريق على أي حل وسط .
والسؤال الان في أوساط القيادة الفكرية والتنظيمية للشعب الفلسطيني (هل يستحق الاحتلال فرصة أخرى؟). والاجابة بالإجماع أن هذا الاحتلال العنصري لا يستحق أية فرصة وأن عليه أن يدفع فاتورة ثلاثين عاما من العبث السياسي والأمني .
امّا الدعوة الى حل الدولتين بعد كل ما يفعله الاحتلال، فهو عجز عن وانفصال عن الواقع. وغالبا بلاهة سياسية. لأن من يقود الشارع الإسرائيلي ويحكم الكنيست والحكومات الصهيونية المتعاقبة هم الإرهابيين اليهود من أتباع العنصري الهالك مئير كهانا والمجحوم غولدشتاين وأمثالهم من الزرع الشيطاني الذي غرسه نتانياهو. وهم الان أصحاب القرار في المجتمع الإسرائيلي .
جيل فلسطيني جديد قادم، لم ير في حياته سوى جدار الفصل العنصري وسوى القتل وهدم المنازل والاعدامات الميدانية التي تنفذها عصابات المستعربين .

موجات العمليات التي بدأت تقع هي نموذج عن المستقبل القادم في ظل انعدام الحل السياسي. مستقبل العنف ودوائر الدم التي سبّبها متطرفون يهود قرروا تكثيف الاستيطان في الضفة واقتحام الأقصى وسرقة أراضي الكنائس واستفزاز العرب والمسلمين في حي الشيخ جراح .
ان قرار رئيس وزراء الاحتلال السماح للإرهابيين اليهود باقتحام المسجد الأقصى. كان بمثابة رصاصة الرحمة على رأس أي حل وسط يمكن الثرثرة به في الوضع الراهن .
اتابع وأقرأ ما يكتبه المحللون الامنيون والعسكريون والسياسيون الإسرائيليون. فأشعر أنهم مجموعة من "البلهاء" وكأنهم لا يعرفوا ما يحدث في الشارع الفلسطيني. وهم لا يعرفون المنحى الجديد الذي اّلت اليه الأمور. أو ربما انهم سكروا بكلام حكومات عربية وقعت صك التطبيع والذل وهي لا تمثل شعوبها ويحتقرها المواطن العربي ويحتقر ذكر اسمها .
إن أي حل سياسي قادم لا بد يمرّ من الأردن. ولن ينجح الا اذا تواصلت الدولة الفلسطينية جغرافيا وخلت من أي جندي إسرائيلي أو مستوطن. فالمواطن الفلسطيني يريد أن يسير بسيارته من رفح وحتى جنين دون ان يشاهد أي جندي احتلال في طريقه، لا في السماء ولا على الأرض ولا في البحر .