الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حوار فلسطيني مرتقب في القاهرة وسط قلي مصري يتعاظم من عدوان جديد على فلسطين

نشر بتاريخ: 17/05/2022 ( آخر تحديث: 17/05/2022 الساعة: 11:48 )

الكاتب: معتز خليل

وجهت مصر أخيرا بعض من الرسائل الدقيقة إلى بعض من فصائل المقاومة الفلسطينية بضرورة وحتمية التهدئة خلال الفترة المقبلة ، وكان من الواضح إشارة تقارير صحفية مصرية إلى حركتي حماس والجهاد وتوجيه طلب لهما بالتهدئة في ظل الأحداث المتلاحقة التي تجري في القدس أو في عموم أرض فلسطين الآن.

التصعيد الذي تشهده فلسطين الان يتزامن مع تطورات سياسية لا تنتهي ، بداية من تصعيد يومي في جنين ثم استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة الإعلامية في قناة الجزيرة وحتى الاعتداء المتواصل على الجنازات ، وفي هذا الإطار أعلنت بعض الدوائر السياسية أن القاهرة، وعن طريق جهاز المخابرات العامة، تقوم جدياً بالتنسيق لتنظيم حوار وطني فلسطيني داخلي، يشارك فيه كثير من القيادات الحزبية والفصائلية السياسية الفلسطينية. وفي هذا الإطار تحاول القاهرة العمل جدياً على التهدئة، وإقناع حركتي حماس والجهاد الإسلامي تحديدا بتعديل تصريحاتهما الهجومية ضد إسرائيل.

وبات من الواضح أن الحكومة المصرية قلقة للغاية من بعض تصريحات تلك الحركات الفلسطينية وتقول إنها يجب أن تكون مسؤولة أكثر عن مستقبل الشعب الفلسطيني ، خاصة وأن القاهرة تتوجس دوما على مصالح الشعب الفلسطيني، وترى أن هذه التصريحات السياسية التي تطلقها بعض من القيادات السياسية الفلسطينية تكون غير مسؤولة في كثير من الحالات، ومصر ترغب في التهدئة وعدم التصعيد خاصة في هذا الوقت.

الحاصل فإن الجميع يعلم خطورة الموقف والوضع في المنطقة، وهو ما بات واضحا من خلال التحركات السياسية الأخيرة، الأمر الذي يزيد من أهمية التحركات المصرية السياسية. إن مصر في النهاية دولة مركزية وذات تأثير ومهمة للغاية تؤثر على العديد من دول الشرق الأوسط، لا سيما إسرائيل والحركات الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف سياسيا على هذا الصعيد.

وأجرت مصر خلال الأيام الأخيرة اتصالات مع الكثير من الجهات الأمنية والسياسية الفاعلة، خاصة قادة في فصائل المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج.

وبذلت مصر كثيرا من الجهود الناجحة التي منعت "لحد ما" انتقال موجه التصعيد لقطاع غزة، ما يمثل أهمية كبيرة، خاصة وأن مصر مارست ضغوطاً كبيرة على قادة حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، لمنع فتح جبهة مواجهات جديدة، قد يكون عنوانها حربًا صعبة، في ظل تهديدات إسرائيل المتكررة بشن عملية عسكرية كبيرة على قطاع غزة.

المفترض أن تناقش مصر الكثير من الملفات مع الفصائل، لعل أبرزها منع انتقال شرارة المواجهات لغزة ومشاركة فصائل المقاومة في الرد، وسبل تهدئة الأوضاع الميدانية، وكذلك محاولة منع إسرائيل بكل الطرق من اللجوء لتنفيذ تهديداتها بالعودة لعمليات اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج.

وأيا كانت النتيجة، فإن الجهود المصرية المتواصلة باتت تحظ بأهمية بالغة على الكثير من الأصعدة، ما يفرض تحديات جمة على مختلف الأصعدة، التي تتطلب مساندة هذا الدور المصري".