الكاتب: باسم حدايدة
وجهة نظر
كانت النتيجه صادمة وذلك بفارق 10 مقاعد لصالح حركة حماس ، خالفت التوقعات والتنبؤات التي كانت في حدود مقعد أو اثنين مع احتمال تشكيل مجلس إتلافي لقائمة فتح ، لكن سارت الرياح بما لا تشتهي السفن ، وظهرت النتائج بلونها الاخضر ، لسنه دراسية سيدار مجلس طلبة بيرزيت بأغلبية ساحقة من الكتلة الإسلامية ، نقبل بالديمقراطية ونحترم نتائجها فصندوق الانتخابات قال كلمته وحسم الأمر .
لكن السؤال لماذا ؟ لماذا خسرت حركة فتح في جامعة بيرزيت ولماذا هذا الفارق الكبير في المقاعد ،
وهنا لن أتطرق إلى السؤال كيف ؟ ، والمتعلق بالتحليل الفني وللآليات بالارقام والنسب فهي واضحة ومعلنة ، وآليات العمل في الانتخابات قد لا تكون محل خلاف ، فهنا لا اشكك بقدرات الطاقم الانتخابي لحركة فتح أو بجهودهم والامكانيات التي توفرت لهم ، فنحن نعرف أن ماكنة انتخابية وقفت خلف الانتخابات من الكوادر التنظيمية على مختلف المستويات ، ولكن تبقى من العوامل والأسباب التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مثل تشكيلات الشبيبة في الجامعة ، أزمة عميد شؤون الطلبة ، تفرد الكتلة الإسلامية واليسار في الجامعة خلال الأشهر الماضية، وغيرها من العوامل المؤثرة المصاحبة للخلفية الانتخابية .
إذن لماذا خسرت فتح وماذا يقف خلف ذلك .
انها الخلفية الانتخابية التي لا يراها احد ولا تظهر للعلن بشكل معطيات أو ارقام ، بل هي المؤثر والعامل الرئيسي في العملية الانتخابية ، هي البيئة الخلفية لأية عملية انتخابات والتي تتمثل بالأداء الحكومي والأمني والاجتماعي والاقتصادي والتنظيمي ومنظومة الفساد ، هي كانت السبب للخسارة والفارق الكبير الغير متوقع.
فلم تستطع حركة الشبيبة في جامعة بيرزيت الدفاع عن تلك الخلفية ، فالاداء الحكومي السيء والفاشل أرخى بظلاله على الانتخابات بشكل سلبي ، وسوء استخدام السلطة والتعيينات والترقيات لفئة محددة فابناء الموظفين والعمال مثلا قرروا العقاب من خلال الصندوق ، وارتفاع البطالة والاسعار وسوء الأداء الاقتصادي ، والاضرابات ومنها اضراب المعلمين والنقابات والوضع السياسي والأمني وانتخابات الهيئات المحلية الأخيرة ونتائجها وحثياتها اثرت في الانتخابات في بيرزيت . انها منظمومه متكاملة ومترابطه ولا يمكن فصلها عن بعضها.
كما ساهم الاحتلال بشكل مباشر في التأثير على العملية الانتخابية ، وذلك بمسرحية اعتقال قيادات طلابية من الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت عشية الانتخابات ليكون الاحتلال من الأسباب وعوامل الخسارة المباشرة ، كما ساهم الاحتلال بشكل مباشر لاحداث الأقصى المبارك والقدس أن حركة حماس هي من تقف وراء الأحداث في محاولة للترويج لهم ،مع أن أبناء وأعضاء فتح هم من كانوا في الميدان .
انها الفئة الشبابية ضمن القطاع العمري ما بين 18-22سنه والتي لا تتحكم بها خلفية المصالح فقرروا العقاب للوضع القائم ومن يقف خلفه ، مع أنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن من انتخب الكتلة الإسلامية ضمن فارق الاصوات في بيرزيت ليسو من تنظيمهم أو يتبعون لهم ، فما جرى اقرب ما يكون للانتخابات العامه سنة 2006 فالسيناريو متشابه ومتطابق ، فنحن نعرف تماما أن الأغلبية الفائزة لا تمثل الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت . .
على حركة فتح أن تعمل على إجراء تقييم ومراجعة بشكل مستقل وشفاف لانتخابات جامعة بيرزيت ،وتتخذ مجموعة من الإجراءات والقرارات لتصويب الأوضاع والاستعداد للانتخابات القادمة العام القادم.