السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتح صمام الأمان وديمومة الثورة والنضال

نشر بتاريخ: 24/05/2022 ( آخر تحديث: 24/05/2022 الساعة: 16:48 )

الكاتب: ربحي دولـة "أبو رايــة"

فتح الفكرة التي حملتها الاجيال، فتح العمل الثوري المستمر حتى تحقيق النصر والاستقلال، هكذا هي المبادىء التي رسخها القادة العظام المؤسسين من أجل هدف واحد أوحد هو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.


نعم .. كلما تعاظمت التحديات ازدادت الحركة قوة وازداد التفاف جماهيرها حولها فكثيرا ما تعرضت فتح لمحاولات الإنهاء او الاحتواء، فبعد خروجها من الاردن عقب أحداث جرش عقب المواجهات الدامية مع النظام الاردني بعد مؤامرات احكيت ضد الثورة إثر تعاظم قوتها بعد الانتصار العظيم الذي حققته في معركة الكرامة وما تبعه من التحاق الالاف من الفلسطينيين الى قواعد الثورة، جرى اقحامنا في مواجهة مع النظام الاردني وما تعرض له ابناء شعبنا من مجازر اضطرت قيادة فتح الى الخروج من الاردن نحو لبنان عقب اتفاق برعاية الرئيس جمال عبد الناصر عرف باتفاق القاهرة، وانتقلت قواعد الثورة الى لبنان وحصل انشقاق : صبري البنا ابو نضال " الذي استأجرته العديد من الانظمة العربية للتخلص من معارضين"، وبعدها دخل النظام السوري لاحتواء الحركة، وعقبها دخل لبنان في حرب أهلية، فيما استمرت الثورة وانهزم كل خصومها، وحصل انشقاق جديد لم تهزم به الحركة على انه جاء من احد القادة العسكريين الوازنين العقيد ابو موسى والذي تبعه العشرات من مسلحي فتح ما لبث ان عاد معظمهم الى قواعدهم بعدما اكتشفوا حجم المؤامرة التي حاكها النظام السوري من خلال ارتماء ابو موسى في احضانهم لاضعاف فتح وإرغامها على الخضوع للنظام السوري، الأمر الذي لم يحصل ، وبقيت فتح وقادت انتفاضة الحجارة وقدمت التضحيات العظيمة أرغمت المحتل على الاعتراف بشرعية منظمة التحرير ووحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني، وتم تأسيس السلطة الوطنية كثمرة لنضالات هذا الشعب العظيم و لحركة فتح وحكمة وحنكة قيادتها.
إن قيادة حركة فتح للسلطة الوطنية جعلها تخسر الكثير من جماهيرها وخاصة في ظل انعدام الأفق السياسي وتنصل دولة الاحتلال من تعهداتها، حيث أصبحت اليوم فتح تتحمل كل التقصير الحاصل في آداء السلطة الوطنية وبالتالي أحدث هذا القصور فجوة ليست سهلة بين الشارع الفلسطيني وقيادة السلطة، وبالتالي فتح وتكتل الجميع في مواجهة الحركة من أجل إضعافها.
إن شعور أبناء فتح " اننا نعيش في ظل دولة مستقلة وانشغالهم في مكتسبات أضحت هناك حالة من التذمر لدى قاعدة عريضة من ابناء الحركة وخاصة الذين لم تستوعبهم ادارات السلطة سواءً المدنية منها او العسكرية او الذين حصلوا على وظائف ولم يحصلوا على ترقيات: هم يعتقدون انهم يستحقونها"، وبالتالي بدأت الأصوات تتعالى، وأصبح هناك تذمرا ، فيما أصبح أبناء فتح يعاقبون الحركة في كل الاستحقاقات الانتخابية ، سواء في التشريعي او البلديات او انتخابات الجامعات والنقابات وكل الاستحقاقات الانتخابية عدى عن منافسة العديد من كوادر الحركة للحركة من خلال تشكيل قوائم منافسة لقوائم الحركة اضعفتها امام منافسيها لأن أصوات جمهور فتح انقسم ما بين القوائم الرسمية وغير الرسمية أعطى العديد من المنافسين وخاصة حماس على التقدم في العديد من الاستحقاقات كان اخرها انتخابات جامعة بير زيت بفارق ، وما تعرضت لها شبيبة فتح كانت كفيلة بعمل حراك داخل كل التشكيلات التنظيمية.
إن الخروج من هذه الحالة ليست بعيدة المنال وإعادة فتح الى مكانتها الطبيعية أمر ليس بالمستحيل وللوصول الى ذلك يجب ان تقوم قيادة الحركة بكافة المستويات بتغيير النهج السائد وإعادة النهج الذي تربت عليه كل الاجيال التي عاصرت الانطلاقة وحتى ما قبل تأسيس السلطة لنهج العطاء والتضحية دون مقابل على اعتبار أننا ما زلنا نعيش تحت الاحتلال ومازالت فتح حركة تحرر وطني، وبالتالي يجب العمل فورا على فصل المهام بين السلطة وما بين الحركة وان نعيد المعايير التنظيمية وفق ما نص عليه النظام الداخلي، وأن يكون من يشغل أي موقع تنظيمي هو فقط من تنطبق عليه المعايير الحركية وليست المعايير الشخصية وضبط سلوك الأفراد والجماعات وإعادة نهج الضبط والربط والعودة للعمل الاجتماعي الموازي للعمل الوطني كما اعتادت الجماهير دائما على تواجد ابناء فتح في الميدان في كل المناسبات حماة للوطن معاونين للناس في كل مناسباتهم محافظين على أملاكهم وأعراضهم مشكلين درعا حاميا للوطن والمواطنين، نعيد الحركة الى مكانتها ونعيد للقضية هيبتها لان قوة حركة فتح تعني قوة القضية الفلسطينية وحضورها، وضعفها يؤدي الى ضعف القضية وتشتتها ونسيانها.

٠ كاتب وسياسي