الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأقصى في خطر

نشر بتاريخ: 30/05/2022 ( آخر تحديث: 30/05/2022 الساعة: 11:46 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

مصطفى إبراهيم

ما جرى ويجري في القدس خطير ويعبر عن طبيعة وعدوانية وعنصرية دولة الاحتلال، ويشكل خطر حقيقي على المسجد الاقصى. وهذا يستدعي ردود بحجم الخطر، وليس ردود افعال وشعارات مكررة.

غياب القيادة الفلسطينية ووحدة الموقف الفلسطيني الرسمي، واستلهام روح الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة ما جرى برد على جميع الصعد وتدفيع الاحتلال الثمن برد رادع.

الصمت الرسمي الفلسطيني وعدم اتخاذ موقف حاسم وقطع العلاقة مع الاحتلال، يعني اطلاق يديه على التغول في القدس والضفة وغزة.

وهذا هو التجسيد الحقيقي لاستمرار أداء الصلوات التلمودية و"السجود الملحمي"، ورفع الأعلام الإسرائيلية في الأقصى، كل ذلك مدخل للتقاسم المكاني.

‏وهذا يتطلب مقاومة شاملة في كل مكان خاصة الضفة الغربية، وإشعال المقاومة فيها، فهي التي تشكل خطر حقيقي على الاحتلال ومشاريعه. وتعميق الاستيطان وتهجير السكان وتشريع ذلك بقرارات من المحكمة العليا، كما جرى في مسافر يطا، وغيرها من المناطق.

ويجب كسر استراتيجية الاحتلال بالفصل بين الساحات، وهذا يتطلب وحدة حقيقية، واستراتيجية شاملة للمقاومة، وقيادة سياسية وطنية تعبد الاعتبار للمشروع الوطني والمؤسسات الوطنية تعبر عن أهداف وطموح الفلسطينيين بالتحرر.

استنهاض الشعب الفلسطيني ومقاومته وتعزيز صموده، والاعتماد على جميع وسائل المقاومة، وعدم الركون على صواريخ غزة وحدها وما جسدته معركة هبة الكرامة، وسيف القدس، التي رسخت الردع،

لكن هذا لن يوفر ردا رادعاً في كل مرة، والاعتماد على مقاومة غزة فقط. فهذا ما تريده إسرائيل بالاستفراد بكل منطقة، وتكريس حصارها وعزلتها واستنزافها، وابتزاز المقاومة، وما يعيشه قطاع غزة من سياسات اسرائيلية وجرائم، ودمار. مستمر، وتعطيل اعادة الاعمار وقتل الحياة في غزة.

المقاومة حق مكفول،‏ إشعال المقاومة في كل مكان خاصة في الضفة، وتدفيع الاحتلال أثمانا باهظة ومستمرة ي برها على اعادة مواقفها ومراجعة حساباتها، بدون ذلك سوف تستمر إسرائيل بسياستها.

وحدة الشعب الفلسطيني، بجسدها الشعب في جميع أماكن تواجده في كل لحظة وفي جميع المناسبات. سياسة الاستفراد بالمناطق هي سياسة اسرائيلية ساهم الفلسطينيون بنجاحها وبتشجيعها باستمرار الانقسام، وبوسائل مباشرة وغير مباشرة، وهي مستمرة حتى يومنا هذا.

مشاهد عربدة المستوطنين وهتافاتهم العنصرية، والتهديد بمزيد من الاعتداءات والاقتحامات، وتأدية ما يسمى صلواتهم، في القدس والمسجد الاقصى، تعمق الشعور بالقهر والظلم.

وتزيد الوجع، اضافة الى الاعتداءات على الناس وايذائهم بقسوة. والذين تركوا وحدهم للتصدي لجرائم وعنصرية الاحتلال، بايمانهم وقلوبهم وما يملكون من قوة. هذا الشعور يزيد الفلسطينيين ايمان بحقهم وعدالة قضيتهم، وان النصر قادم.

لكن هذا يتطلب الضغط على القيادة الفلسطينية لاعادة حساباتها ومواقفها في العلاقة مع الشعب الفلسطيني، والاستخفاف به من خلال الاستفراد بالقرار وتوزيع الهبات والمناصب في المؤسسات الفلسطينية التمثيلية، واحترام ارادته بالمقاومة، وتجديد شرعية المؤسسات الفلسطينية.

قد تكون اسرائيل كسبت هذه الحولة، واقامة مسيرة الاعلام، والعربدة في القدس، وتهديد الفلسطينيين بمزيد من القتل والحرق والهتافات بالموت للعرب.
هذه فرصة أخرى لحفر جذور الوعي الفلسطيني الجمعي والفردي، وأن كل هذا القهر يولد مزيد من الغضب الوطني، وأن الأقصى في خطر، لكن العنوان الرئيسي هو فلسطين كل فلسطين.