الكاتب:
معتز خليل
في إطار متابعتي الأكاديمية لمنصات التواصل الاجتماعي في الشرق الاوسط رصدت بالأمس بعض من الأحاديث الدقيقة التي ترددت عبر منصات التواصل الاجتماعي على الجانب الأخر من الأحداث ، وغالبيتها توجه انتقادات حادة إلى بعض من القيادات في حركة حماس ، ومنها يحيى السنوار بل والقيادي في حركة حماس صالح العاروري ، الذي أتهمته بعض من هذه المنصات بالفشل في التعاطي مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية للصمت وعدم توجيه البوصلة إلى للقيام بضربات في قلب العمق الإسرائيلي بسبب مسيرات الاعلام الاستفزازية.
وهناك منصات وحسابات أخرى زعمت ترى إن تصريحات العاروري تحديدا شجعت نشطاء اليمين الإسرائيلي على القدوم إلى القدس ، ما تسبب في تسجيل رقم قياسي جديد في زيارة اليهود إلى الحرم القدسي خلال مسيرة الأعلام الإسرائيلية، ووصل الأمر إلى التأكيد على المطالبة بضرورة الإطاحة ببعض من قيادات حماس تجديدا للدماء وتعبيرا عن الواقع.
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج أربعة أفراد وستة كيانات على صلة بحركة «حماس» إلى قائمة العقوبات. واتهمت الخزانة الأميركية مكتب الاستثمار التابع لـ«حماس» بامتلاك أصول تقدر قيمتها بأكثر من 500 مليون دولار، بما يشمل شركات تعمل في السودان وتركيا والسعودية والجزائر والإمارات، يتم توجيه هذه الأموال في أعمال تثير العنف.
وأدرجت الخزانة أحمد شريف عودة (أردني الجنسية)، على قائمة العقوبات، ويعد المسؤول عن المحفظة الاستثمارية لـ«حماس» عام 2017، أشرف بعدها على مكتب الاستثمار نيابة عن مجلس شورى «حماس». وعودة أحد المقربين من قادة «حماس» ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وزهار جبارين. وقد تم تصنيف القادة الثلاثة على قائمة العقوبات الأميركية خلال السنوات الماضية ، كل هذا بحسب صحيفة الشرق الأوسط ومراسلتها في القدس هبه القدسي.
وفي هذا الصدد ومن خلال منبر معا فقط أقول أن المعركة الأن بالفعل باتت معركة تحدي باسلة ، وهي المعركة التي يحشد لها الإسرائيليون كافة وجميع أسلحتهم ، الشعبية والأمنية والسياسية بل وحتى الاجتماعية ، وهو ما يتجسد في اصطحاب الأطفال صغار السن في عمليات اقتحام الأقصى.
ثانيا هناك نقطة مهمة جدا أن كل هذه الهجمة الشرسة من الاحتلال يأتي في ذروة تطورات جيوسياسية واستراتيجية غريبة بين العرب وإسرائيل ، وزيارات متبادلة وتوقيع على اتفاقيات للتعاون المشترك تدعم وبقوة العلاقات الثنائية بين الطرفين.
كل هذا يفرض على ابناء شعبنا معركة صمود ، أو معركة تحدي سياسي باسلة ، وهي المعركة التي لن تهدأ ، وستتواصل في ظل الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية السافرة . ومهما كان الاختلاف مع حركة حماس فيجب الاعتراف أنها حركة تتجدد ، بل وترتقي بذاتها وتجدد دمائها ، وشباب حماس وقياداتها الأن في موقف دقيق ومعروف للجميع خاصة مع شعبيتها الموجودة بالشارع ، ولعل انتخابات جامعة بيرزيت هي خير دليل على ذلك.
ومهما كانت النتيجة ومهما كان التحدي فإننا بالفعل أمام معركة تحدي تتطلب نفسا طويلا للتعاطي مع هذه الأزمة ، وبيننا وبين الإسرائيليين مارثاون طويل ، يؤكد التاريخ الانتصار فيه.