الكاتب: محمد زهدي شاهين
من رابع المستحيلات هي عبارة يتم ترديدها في مجتمعاتنا العربية من باب استحالة أو استبعاد حدوث أمر معين. ومن سياق الحديث يتضح لنا بأن العرب قد وضعوا ثلاثة مستحيلات، نتعرض إليها في مقالتنا هذه من باب ذكرها فقط، وهي الغول، وطائر العنقاء، واستبعاد وجود الخل الوفي، مع تحفظي طبعاً على المستحيل الثالث الذي يتعارض مع موروثنا الديني حيث قال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم "الخير فيَّ وفي امتي إلى يوم القيامة" وقالت العرب ايضاً رب أخ لك لم تلده أمك، وهذه نظرة عميقة لمعنى الصحبة، كون رابطة الإخوة هي رابطة قوية جداً، ووجه التشبيه هنا هو تشبيه بليغ.
إن شلال الدم الفلسطيني الذي يراق ليلاً نهاراً بفعل آلة البطش والقتل الاسرائيلية لهو من خير الأدلة والبراهين على ثبات هذا المستحيل الرابع واستبعاد تحقيقه. هذا بالإضافة إلى استنزاف الحالة السلمية من خلال اطالة أمد المفاوضات طيلة هذه السنين العجاف، ومن خلال المراوغة والمكر ايضاً.
إن استبعاد حدوث أو تحقيق السلام مع المحتل، يحتم علينا التكاتف وتحقيق وحدتنا الفلسطينية، وهذه هي الحالة الطبيعية التي يجب علينا أن نكون عليها، وما دام الانقسام أو الانقلاب قائماً فهو يعد بمثابة تشوه للحالة الفلسطينية برمتها كونها تشتت وتبعثر الجهد الفلسطيني، وتعد حالة الهاء لنا، وخلق ذريعة يتذرع فيها هذا المحتل، بعدم وجود طرف أو زعامة فلسطينية قوية قادرة على تحقيق الاتفاقيات. لهذا علينا الخروج من عين العاصفة أو من هذا النفق المظلم ورحلة التيه هذه، من خلال اعادة لحمتنا الوطنية، واتفاقنا على برنامج سياسي نضالي واضح المعالم، يتم فيه تبني المقاومة الشعبية كخيار تكتيكي مرحلي، يتم تحديدها بسقف زمني فلسطيني يلتزم به الجميع، ويتم فيه ايضاً معالجة كافة القضايا العالقة كقضية وجود سلاح شرعي واحد من خلال استحداث تفرع عسكري جديد تحت مسمى حرس الثورة الفلسطينية تنطوي تحته كافة الكتائب الفلسطينية....