الكاتب:
ماجد حجاج
موسم الأعراس في فلسطين .. فلسطين تنمو .. وتتكاثر صيف البلاد وقيظ عطلته الكسولة يوقظ عادة كل عام مواعيد أعراس الفلسطينيين وحفلات زفافهم .. وتزدحم المواعيد بدعوات الزفاف المذهبة تتصبب أفراحها بزواج الأبناء على " الكريمات " في صيف البلاد الذي يحمل على رأسه سلال العنب والتين ويفتش " بالسراج والفتيلة " عن " قاعة فرح " شاغرة في طول البلاد وعرضها لفرح يبحث عن " مطرح " في اكتظاظ البلاد بأعراسها .. فلسطين التي لم يعجبها الأغنية الشهيرة " بدنا نتزوج على العيد " بدها تتزوج على الصيف ..
وعلى صيف يتصبب عرقه تحت التيشرت القطني ان يبذل كل ما في وسعه لجمع رأسين فلسطينيين عنيدين على وسادة واحدة .. فلسطين تتزوج .. وتقيم أعراسها من الجليل الى الخليل ومن سخنين الى جنين .. ومن حيفا الى غزة .. ومن الناصرة الى بيت لحم ومن أم الفحم الى رام الله ، ومن نابلس الى النقب .. هي فلسطين التي توحدها الأعراس وتفرقها مهرجانات السياسة واحتفالات الفصائل التي " تطلّق " بعضها في حفلات انطلاقاتها المجيدة .. فلسطين الخط الأخضر .. فلسطين الأم حين تنمو وتتكاثر وتقيم أعراس البقاء أمام عين عدوها التي تضيق بأصحاب البلاد يزدحمون في بلادهم ، ويدقّون أرض الجليل " بدبكة " فلسطينية تجعل " زريف طول " في الناصرة اكثر طولا من " نستريت عليت " الناصرة العليا ودقة " جرن كبة " في عرس في ترشيحا في أذن مستوطنة " معالوت لتقلق نوم مستوطن روسي من سكرة " الفودكا " في بلاد الآخرين .. وعريس وعروس فلسطينية من مجد الكروم يلتقطان الصور التذكارية امام سور عكا لتعطي درسا لمستوطن فرنسي في نهاريا في خيبة نابليون .. وقبعته التي قذفها أمام جبروت عكا .. أعراس فلسطين هي البلاد حين تتكاثر في بلادها ..
هي الأرض حين تلقح ثمارها وتنضج في مواسم العنب والتين .. أعراس فلسطين هو انتصار قاعة فرح على مقبرة .. هو انتصار البقاء على جرافة الاحتلال .. وزعرودة أم عريس فلسطيني في أذن مستوطنة .. وموكب عرس في رام الله " تزمّر " أفراحه في بؤس حاجز قلنديا .. ودبكة فلسطينية في سلوان لتعيد ربع جفرا الى قدسهم يصفقون في شارع صلاح الدين لعروس فلسطينية ينسج سرب حمام يحلق فوق قبة الصخرة ثوب زفافها الأبيض ويطير فرحا من رأس الناقورة الى رفح ... صيف البلاد يتصبب أعراسا على جبين فلسطين التي تنمو وتتكاثر .