الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قلّ اهتمام الفلسطينيين بما يحدث في السياسية الحزبية الإسرائيلية. ويتضح ذلك من خلال انخفاض عدد القراء بأخبار الأحزاب الصهيونية وألاعيب الأحزاب في الكنيست .
وسواء خرج نفتالي بينيت من الحكم، أو يخرج من الحياة السياسية أيضا. وسواء يعود نتانياهو الى سدة الحكم أو يكون مصيره السجن بتهم الفساد. فذلك لم يعد يعني الكثير بالنسبة للفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال كل يوم ويدافعون عن أولادهم، ولا يرون فارقا يذكر بين الأحزاب الصهيونية. فهم يختلفون على كل شيء الا على قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وتنغيص حياتهم. هنا يتفق جميع قادة الاحتلال ويمارسون كل الجرائم العنصرية بلا حسب او رقيب .
دخول منصور عباس وجماعته في حكومة نفتالي بينيت كان له تأثير سلبي كبير على الموقف من دخول العرب في الكنيست. وبات الفلسطينيون لا يعوّلون على قدرة أعضاء الكنيست العرب في إحداث أي تأثير إيجابي على حياتهم .
لقد تغيّر كل العالم وانقلب رأسا على عقب اكثر من مرة. انقلب ضدنا بصورة تراجيدية تارة وانقلب لصالحنا بصورة دراماتيكية تارة. ولكن إسرائيل لا تتغير إيجابيا وهي تنحو باتجاه العنصرية واليمين بشكل خطير .
موافقة أنظمة عربية فاسدة على التطبيع مع الاحتلال دون أية شروط ، ودون أن يذكروا فلسطين بكلمة واحدة. كان له مخاطر كبيرة على حياة الفلسطينيين وعلى ممتلكاتهم وعلى دور العبادة. فقد تجرأ الاحتلال أكثر وأكثر على فلسطين وعلى الفلسطينيين. وبات يقتل الضحايا في الشوارع وامام الكاميرات دون ان يعطي بالا للحساب.
بايدين قادم الى المنطقة في زيارة ضبابية. وذلك بعد أن تمرّدت الأنظمة العربية المحسوبة على أمريكا ورفضت مقاطعة روسيا .
وهنا يأتي دور القيادة الفلسطينية. والتحدي كبير :
هل يمكن الاستفادة من التغييرات في العالم لمصلحة الفلسطينيين ولو لمرة واحدة ؟
هل يمكن فتح معبر رفح ؟ وتحرير غزة من مخالب الاحتلال ؟
هل يمكن كف يد المستوطنين عن القدس وعن المسجد الأقصى ؟
هل يمكن أن يتم إعادة تدوير السياسة الفلسطينية للتخلص من فواتير رماها الربيع العربي علينا ؟
هل يمكن أن نخرج من صندوق أوسلو . ونسعى نحو عالم جديد وحياة جيدة لا شان للأحزاب الصهيونية بها ؟