الأربعاء: 20/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشركة المقدسية أمام خيارين، ولا ثالث لهما

نشر بتاريخ: 22/06/2022 ( آخر تحديث: 22/06/2022 الساعة: 18:42 )

الكاتب:

م.هشام العُمري رئيس مجلس إدارة الشركة ومديرها العام

وقبل كل شيء، هذه تحيات الشركة المقدسية وجميع العاملين بها لكل من ساهم في تثبيت الوجود الفلسطيني في القدس، وتعزيز صمود المؤسسات والشركات والجمعيات الفلسطينية في هذه المدينة المقدسة أمام محاولات الحكومة الاسرائيلية لطمس الهوية الفلسطينية والعربية هناك، عبر التضييق على الوجود الفلسطيني في كل وظرف وكل وقت، أيضًا، نريد أن نقول بصوت عالي لكل من يلتزم بدفع فواتيره المستحقة أولاً بأول، أنك بذلك تعزز من صمودنا وتحمينا من الابتزاز الاسرائيلي، وتساهم في وجود تيار كهربائي آمن، بدون انقطاعات، إننا نقدر ذلك كثيراً وعالياً، فشكراً لكم من القلب، أقصد قلب فلسطين وهي القدس حيث ميلاد الشركة منذ أكثر من 100 عام.

لا يخفى على أحد، ما تتعرض له الشركة المقدسية من إبتزاز اسرائيلي متواصل، وسياسة العقاب الجماعي التي تمارس في مناطق امتيازنا بسبب استمرار السرقات والتعديات من جهة، وتخلف البعض عن دفع ديونه وفواتيره المستحقة عمداً من جهةٍ أخرى، والتي في النتيجة راكمت الديون معها غرامات التأخير لصالح "شركة كهرباء إسرائيل"، وأدى إلى قرار القطع الكهربائي المتواصل.

حتى اللحظة، كل الجهود الضخمة التي تبذلها شركة كهرباء محافظة القدس في سبيل وقف قرار القطع الاسرائيلي أو التخفيف منه، تصطدم في استمرار السرقات وتراكم الديون، ورغم المناشدات التي أطلقتها الشركة في كل مناسبة، والتحذيرات من خطورة هذه الديون على الشركة المقدسية، والحملات الاعلامية التي روجت لها على صفحاتها ومواقعها، إلا أنَّ البعض يواصل الهجوم على الشركة المقدسية، تزامناً مع ما نتعرض له من قبل شركة كهرباء إسرائيل، من إبتزاز ومحاولة تهديد وجودي حقيقي.

ولأننا لا نقف موقف المتفرج من الأزمة الحالية، فإن طواقمنا الميدانية ورغم ضعف الاجراءات الأمنية في بعض المناطق تقوم بحملات تفتيشية واسعة في الميدان، حيث ضبطت مؤخراً منشآت صناعية ضخمة، وفلل سكنية في أريحا وغيرها، ومشاغل المنيوم في رام الله والقدس، وأصحاب عقارات كبيرة في كفر عقب، يقومون بسرقة ضخمة للتيار الكهربائي، بل أن هناك بعض المطورين العقاريين يقومون ببيع الكهرباء المسروقة إلى المستأجرين، نعم هذا حدث بالفعل، والمصيبة أنك تجدهم ليلاً ونهاراً يدعون إلى الانتماء، وهم فاقدين كل الانتماء لهذا البلد، بجشعهم الذي لا ينتهي.

إننا في الشركة، لا نطلب المستحيل، ولا نطلب دعماً أو منحةً من أحد، كل ما نطلبه هو التوقف عن السرقات ودفع الديون، ونؤكد لكم أن أبواب الشركة مفتوحة لتسوية الأمور المالية للمتخلفين عن الدفع وبما يتناسب مع أوضاعهم المالية، باعتبار أن ذلك هو الخروج الأسرع و الحل الوحيد من الأزمة التي بدأت تدخل في ذروتها، وهنا أريد أن أؤكد، أن شركة الكهرباء المقدسية لن تقترض من البنوك مرةً اخرى من أجل سارقي التيار الكهربائي أو الرافضين للدفع، حتى لو أدى ذلك إلى قطع التيار الكهربائي عن الخط كاملاً من قبل المزود وهو الجانب الاسرائيلي للخطوط التي تسببت في المديونية العالية وتتعرض للاستهلاك المسروق والغير مدفوع، هذا ليس تهديداً، إنما تحذيراً، فنحن غير قادرين أبدًا الاقتراض من البنوك، خاصة أننا ما زلنا ندفع التبعات المالية لأزمة 2019-2020.

وفيما يتعلق بأزمة الانقطاعات الحالية، دعوني أقول لكم بكل صراحة أننا أمام منعطفين: إما استمرار ازمة الانقطاعات بل وتعمقها خلال الأعوام القادمة، بل وخلال الصيف القريب، اذا ما استمر الاستهتار في الاستهلاك الغير مدفوع والاستهلاك المسروق، وإما التوقف عن السرقات والالتزام بدفع الأثمان الكهربائية للوصول إلى حل جذري مع شركة كهرباء إسرائيل، ولا ثالث لهما.

وأريد أن أختم هذا المقال، بمجموعة من الأسئلة البسيطة والتي أنقلها لكم باسمي واسم مشتركينا الملتزمين: لماذا لا يقوم البعض بتسديد أثمان استهلاكه من الكهرباء؟ وإلى متى هذا الاستهتار بالاستهلاك المسروق والغير مدفوع؟! متى سيتحمل الجميع مسؤولياته؟! ولماذا يجب علينا أن نتحمل الأعباء المالية كما فعلت الشركة في أزمة 2019-2020؟! وهل من المنطقي والمعقول والمقبول أن يتعرض مشتركينا الملتزمين للعقاب الجماعي بسبب السارقين والمتخلفين عن دفع ديونهم المستحقة؟! نريد اجابات فعلية الآن، وقبل فوات الآوان!.