الكاتب:
د. ناصر الطريفي
توقف العالم في السادس و العشرين من حزيران في كل عام عند هذا اليوم كيوم عالمي لمكافحة المخدرات بعد أن أقرته التوصيات التي خرج بها المؤتمر الدولي لمكافحة المخدرات و الذي عقد في العاصمة النمساوية فينا في 26/6/1986
و يأتي احتفال دول العالم باليوم العالمي لمكافحة المخدرات للفت انتباه المجتمع و توعية أفراده بمخاطر هذه السموم البيضاء والجديد منها (الكيمائيه)الاكثر خطوره الذي لها تاثيرات منها الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية و ما تسببه من تهديد لحياة المتعاطين و شل قدراتهم و بالذات فئة الشباب و الذين هم يشكلون الحاضر و أمل المستقبل.
ان تخصيص يوم عالمي لمكافحة هذه الآفة انما يدل على ادراك الدول و الهيئات الدولية على أن هذه الآفة الخطيرة هي أخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي و الحاضر حيث أن خطر المخدرات أشبه بحرب ضروس فهو لا يستهدف بلداً بعينه و لا مجتمعاً بذاته بل هو عالمي الملامح و الأبعاد خاصة مع تطور المستجدات التقنية و العلمية فنحن اليوم نعيش في قرية عالمية صغيرة تنتقل فيها المعلومات و المواد بشكل سريع مما يحتم على المجتمع الدولي التعاون بأسلوب علمي متقدم فهذا الوباء لا يعترف بحدود الزمان و المكان.
عالمياً تشير الاحصاءات العالمية الى أن عدد متعاطي المخدرات بالعالم يزيد على 350 مليون شخص أي ما يعادل 8% من سكان العالم الراشدين حسب التقرير العالمي الصادر عن مكتب المخدرات و الجريمة لعام 2021 و تنحصر اكبر نسبة متعاطين بين الاعمار 19-34 عاماً و يلاحظ تنامي اعداد الاناث من جهة اخرى.
أما اذا تحدثنا عن الاراضي الفلسطينية نجد ان فلسطين تحظى بنصيب لا بأس منه قياساً الى صغر حجمه حيث ان هناك ما بين 30.000-80.000 موزعين بين مدمن و متعاطي و مروج.
و أمام وضعية فلسطين الخاصة باعتبارها ما زالت تحت الاحتلال فان هذا يشكل عبئاً مزدوجاً في المكافحة ، و تعتبر الأسواق الاسرائيلية و مناطق الجدار و المستعمرات من أبرز الأماكن التي تزود الاراضي الفلسطينية بالمخدرات
يوجد في فلسطين الان المركز الوطني لعلاج و تأهيل المدمنين على المخدرات في بيت لحم ومركز العلاج بالبدائل رام اللة ، علما انه تم تدريب الكوادر العامله بهذا المجال على اعلى المستويات الدوليه
ان ظاهرة المخدرات تحتاج الى تعاون العديد من الوزارات المعنية (الصحة-العدل- الداخلية- الشؤون الاجتماعية- التربية- الشباب والرياضه ومؤسسات المجتمع المدني ) من اجل الحد من انتشارها و تأهيل المتعاطين و دمجهم في المجتمع المحلي و هذا يتطلب تكثيف الجهود و الأنشطة واقامة الندوات و المعارض و المشاركة في الورشات و اصدار و توزيع بروشورات ارشادية اضافة الى التشبيك و التعاون بين المؤسسات الحكومية و الأهلية، و لهذا فان اللجنة الوطنية العليا لمكافحة المخدرات و المؤثرات العقلية و التي تضم الوزارات آنفة الذكر استطاعت أن تضع الاسس العلمية و العملية لمقاومة هذه الآفة.
و اللجنة اهدافها واضحة منذ البداية و متمثلة برسم السياسة العامة للوقاية من المخدرات و اخراج التوصيات و توعية الرأي العام
و ختاماً نقول ان مشاركة فلسطين الأسرة الدولية الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات انما هو تأكيد على التزامها للمساهمة الفعالة فيي مكافحة كل ما يبهدد البشرية من ويلات و كوارث و في مقدمتها المخدرات هذه الآفة الخطيرة التي تفتك بالانسانية في كل مكان