الكاتب: دكتور ناجى صادق شراب
لعل الفلسطينيون كما الإسرائيليون ألأكثر تأثرا بالإنتخابات الإسرائيلية ومخرجاتها. ورغم غياب قضايا السلام والتفاوض من برامج الأحزاب الإسرائيلية ، فإن القضية الفلسطينية تعبر عن نفسها في القضايا الأخرى كالإستيطان والتهويد ورفض قيام الدولة والقدس وشرعنة الإستيطان.
ورغم ان الصوت الفلسطيني قد يكون غير حاضر لكنه الأكثر تأثيرا في توجهات السلوك السياسيى في أي انتخابات إسرائيلية. والحخضور التصويتى يكون فقط في فلسطينيىو الداخل والذين يمثلون عشرين في المائة, ولهم حضور في قوائمهم الحزبية ، وكانت لهم او ل مشاركة في حكومة بينت لا بيد من خلال القائمة الموحده برئاسة عباس منصور.
ولا شك ان الحكومة القائمة وشكل الإئتلافات الحكومية تؤثر على القضية من ناحية وإحتمالات التسويةمن ناحية أخرى اى ان هذه الحكومات تفرض على الفلسطينيين خياراتهم، ومن ناحية أخرى في الحالة السياسة الفلسطينية الداخلية خصوصا إذا ما عرفنا ان كل قرارات السلطة الفلسطينية مرهونة بالحكومة الإسرائيلية القائمة من النواحى الأمنية والإقتصادية وحالة الحصار المفروضة على غزه.
والسياسات الأحادية التى تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في ملف القدس .ومن مفارقات المتغير الفلسطيني في الانتخابات الإسرائيلية ان الفلسطينيين تعاملوا مع كل الحكومات الإسرائيلية منذ توقيع إتفاقات أوسلو.
والقاسم المشترك بينها ان كل الحكومات الإسرائيلية يمينية ويسارية أو إئتلافية كلها تتفق حول القضية الفلسطيمنية من عدم قبول فكرة حل الدولتين، والقدس كعاصمة أبدية لإسرائيل والتعامل مع القضية من منظور سكانى إستهلاكى وحقوق إقتصاديه والمفارقة هنا في الوقت الذى توحد فلسطين كل الأحزاب الإسرائيلية في الوقت الذى تفرق فيه مواقف الفصائل الفلسطينية . إلا إن الانتخابات القادمة وما قد تنتهى إليه ستكون لمخرجاتها تأثيرا مباشرا على مستقبل القضية ومستقبل السلطة والحالة السياسية الفلسطينية بشكل عام.
ففي ظل حكومة بينت لا بيد والتي لم تعمر أكثر من سنة لكن مخرجاتها كانت كبيره فمن ناحية تجميد الحالة السياسية الفلسطينية وعدم القبول بأى لقاء مع السلطة ، ومحاولة تقليص الصراع وإحتوائه. وما شهدته القدس من محاولات مستمره لمصادرة هذا الملف.
هذا وتؤكد إستطلاعات الرأي الأخيرة ان اليمين واليمن المتشدد الذى يقوده نتانياهوهو الأقرب للفوز، وتراجع المعارضه او الإئتلاف القائم والتساؤلات المهمة كيف سيتعامل الفلسطينيون مع هذه الانتخابات ومخرجاتها؟ وأى الخيارات والمقاربات المطلوبة؟ فأولا ضرورة الإبتعاد عن خيار الإنتظار، فنتيجة الانتخابات القادمة وكما اشرنا باتت معروفه فمن حكومة يمينية إلى أكثر يمينة وتشددا، مع إحتمال عودة نتانياهو للحكم، وقد ندخل في دوامة إنتخابية جديدة في ظل هذا الوضع السياسى الإسرائيلي المعقد، وحيث ان السياسة الفلسطينية بكل مكوناتها ومخرجاتها محكومة بدرجة أو أخرى بالسياسة الإسرائيلية، فعلى االسلطة وكل الفصائل وتحديدا حماس وفتح وهما القوتان الرئيستان ان يكون الرد الطبيعى على هذه الانتخابات إنهاء الإنقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية برؤية وطنية إنتقالية تتواكب والتحولات التي تشهدها القضية في كل مستوياتها الداخلية وألإقليمية والدولية، والخيار الآخر العمل على التأثير في السلوك التصويتى في داخل إسرائيل، وتفعيل دور الصوت العربى في الداخل حتى يحقق وزنه السياسى يتناسب والعدد السكانى الذى يبلغ العشرين في المائة مما يعنى ان يكون نصيب الأحزاب العربية المشتركة والموحده ما يقارب العشرين مقعدا.ولعل اهم الخيارات في التعامل مع مخرجات الانتخابات الإسرائيلية المضي قدما في تفعيل كل الخيارات الفلسطينية وفى مقدمتها تفعيل كل الخيارات الدولية والإستمرار فيها من رفع مستوى التمثيل للدولة الفلسطينية من دولة مراقب إلى كاملة العضوية تحت الإحتلال وتفعيل الدور القضائى وخصوصا محكمة الجنائية الدولية وفى داخل كل المنظمات الدولية وإستصدار القرارات المنددة بالسياسات الإستيطانية والعنصرية.
وتفعيل دور الراى العام والجاليات العربية والفلسطينية وحركات المقاطعة وخصوصا هناك تحولات إيجابية على مستوى الرآى العام في أمريكا وفى داخل الحرب الديموقراطى بوجود نواب من أصل فلسطيني.
وبموازاة ذلك الرد الطبيعى والمنطقى على الانتخابات الإعلان الرسمي عن مرحلة الدولة الفلسطينية وإعادة النظر في كل الإتفاقات الموقعة والتفاوض بناء على الدولة وليس السلطة .
وبموازاة ذلك العمل على تفعيل المتغير العربى والدولى ، والضغط في إتجاه الربط بين السلام العربى وإلتزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، وتفعيل خيارت المقاومة السلمية والشعبية الكاملة والتي من شأنها ان تحقق التعاطف مع نضال الشعب الفلسطينى.
هذه بعض من الخيارات للتعامل مع الانتخابات الإسرائيلية سواء بوقف السياسات اليمينية او من خلال التأثير في نتائجها ولا ننسى التواصل مع قوى اليسار والسلام والنخب المختلفة وإن كان تأثيرها محدودا.وتبقى السياسة بقدرتها في التاثير على سلوك الطرف الآخر.