الكاتب: عمران الخطيب
حين تأتي ذكرى الإستقلال الوطني للجزائر نستذكر في نفس الوقت مسيرة الشعب الجزائري النضالية نحو الحرية ومقاومة الإستعمار الفرنسي البغيض الذي ارتكب أبشع الجرائم الإرهابية خلال فترة 130عاماً من الإرهاب والقتل اليومي والمجازر البشعة عبر سنوات طويلة من الاستعمار والعنصرية، مما دفع الشعب الجزائري في الإستمرار في النضال الدؤوب من المقاومة الشعبية وبكل الوسائل وأبرزها الكفاح المسلح، حيث توحد الجميع تحت قيادة جبهة التحرير الوطني الجزائري، من أجل الحرية والاستقلال وتحرير الجزائر.
لقد كانت ثورة الشعب الجزائري المجيدة نموذج من النماذج الوطنية للشعوب التي تسعا نحوا الحرية وإنهاء الاحتلال الفرنسي الاستعماري العنصري، ولم يكن ذلك في الأمر البسيط فقدم قاوم الشعب الجزائري بكل بسالة وقدم قوافل من الشهداء والجرحى والمصابين و الأسرى، وقاوم الإرهاب وبطش وتنكيل الاستعمار الفرنسي؛ لذلك لم يكن من السهولة إنتزاع الاستقلال الوطني بدون وحدة الثورة تحت عنوان واحد، جبهة التحرير الوطني الجزائري، ولقد شكل إنتصار إرادة الشعب الجزائري نموذج للمختلف حركات التحرر في العالم وخاصة فيتنام ودول أفريقيا وآسيا ودول أمريكيا اللاتينية ولقد أسهمت ثورة الجزائر بعد الإستقلال الوطني
بتقديم مختلف أشكال الدعم للشعب الفلسطيني من خلال الخلية الأولى لحركة فتح والتي بدأت تتأسس وتعد العدة لانطلاقة الثورة الفلسطينية من خلال حركة فتح العمود الفقري للثورة الفلسطينية المعاصرة؛ لذلك كانت الخطوة الأولى للجزائر بعد الإستقلال بفتح مكتب لحركة فتح في الجزائر الشقيق وتولى مسؤولية المكتب وبعد ذلك تحول مكتب فتح إلى مكتب للمنظمة التحرير الفلسطينية، الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد نائب القائد العام للقوات الثورة الفلسطينية.
وبدأت تتدفق على الجزائر الشباب الفلسطيني الذي سمح لهم في تدريب في الكليات العسكرية والتحق البعض في سلاح الجو وقدمت الجزائر مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى الدعم المالي الذي لم ينقطع والأهم الموقف السياسي للجزائر الثابت إتجاه القضية الفلسطينية في مختلف المجالات والمحافل الدولية، ولن ننسى الدور الحثيث للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة الذي كان وزير خارجية الجزائر ونائب الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة في تمكين الرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات في إلقاء كلمته الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف، حيث لم تسمح الإدارة الأمريكية بالدخول إلى نيويورك مقر الأمم المتحدة وتم نقل الجلسة إلى جنيف، ولن ننسى موقف الرئيس الخالد هواري بومدين وكلماته المشهورة نحن مع فلسطين ظالم أو مظلوم.
وفي هذا الصدد ونحن نعيش انتصارات يوم الاستقلال الوطني للجزائر نثمن موقف الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية العام الجاري خلال اللقاء مع أخيه الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ودعوته إلى جلسات للحوار الفلسطيني والخروج من نفق الانقسام الفلسطيني كمدخل للتوافق الوطني الفلسطينى؛ لذلك فإن الشعب الفلسطيني والجماهير العربية ومختلف أحرار العالم مع الجزائر الذي قدم ما يزيد عن مليون وتصف مليون شهيد في سبيل الحرية والتحرر الوطني والاستقلال ونكرر وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر كما هي منارة لكل المناضلين الأحرار في سبيل الحرية والاستقلال، تحية إلى الجزائر قيادة وشعب وهي ترفض كل إشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري، تحية إلى الجزائر وهي تمنع السماح بعضوية "إسرائيل" عضواً مراقب في الاتحاد الإفريقي، المجد لكم وأنتم ترفعون علم فلسطين في الميادين عشتم وعاشت الجزائر.