الكاتب:
رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
يقوى الفريق اذا يلعب من أجل الفوز ، ويضعف ويفقد لياقته الاحترافية اذا لعب مع الضعفاء والفاشلين . وقد كان المطبخ السياسي الفلسطيني ولا يزال من أهم المدارس السياسية في العالم لتعليم القدرة على البقاء والصمود وسط الفناء وتحويل كل ادوات الضعف الى نقاط ارتكاز وقوة .
قيمة السياسة الفلسطينية وخصوصا منظمة التحرير انها نجحت في تحويل خيام الجوع الى خيام ثورة ، وقد عبر عنها الاديب الراحل غسان كنفاني بعبارته الشهيرة ( خيمة عن خيمة بتفرق ) . وبالفعل عملت منظمة التحرير كجبهة وطنية عريضة على تحويل النسيان الى ذاكرة ، وتحويل النكبة الى ثورة ، والنكسة الى فرصة .. وخلقت قواعد لعبة جديدة ارهقت الامبراطوريات وجعلت العالم يعترف بالحق الفلسطيني .
منذ اندلاع الثورات المضادة المتمثلة بالربيع العربي . حاول المطبخ السياسي الفلسطيني ان يلعب بعيدا عن أدواته التي حقق من خلالها جميع انتصاراته ، وألزم نفسه بأدوات مهترئة تارة ورجعية عميلة للاستعمار تارة اخرى . وصار يلعب وفق قواعد الخصوم وأشباه الحلفاء وألزم نفسه بقواعد لا تناسب قيمته التاريخية ولا تضحيات شعبه .
العالم الحر يفرض الان حصارا أخلاقيا على نظام الابرتهايد الصهيوني ، وحركة المقاطعة تحقق انتصارات عظيمة ؛ وعدة أنظمة عربية كشفت عن وجهها الحقيقي كحلفاء للصهاينة . ونفوذ امريكا ينحسر في العالم ، وحركات التقدم في العالم تتقدم أكثر وأكثر .
النظام السياسي الفلسطيني في خطر ، ولكن الثورة الفلسطينية ليست في خطر .
السلطة الفلسطينية في خطر وجودي لكن المقاومة ليست في خطر وتستمد شرعيتها من انتصارات جماهيرية مذهلة.
القوى المعارضة في خطر ازدواجية الهوية وتهالك الخطاب . لكن النخبة ليست في خطر بل هي تتشكل من جديد .
زيارة الرئيس الامريكي لبيت لحم الجمعة القادمة ستكون امتحان كبير للسياسيين الفلسطينيين من مختلف المشارب الفكرية . حيث سيرى العالم من جديد اذا كان للفلسطينيين خطاب سياسي واضح الاهداف ، والادوات . ام أنه يربط مصيره بمصير الانتخابات الاسرائيلية والامريكية المزعجة.
وقاعدة اي خطاب سياسي فلسطيني يجب أن يسمعه بايدين ( ممنوع ان يهنأ الصهاينة بنظام عنصري مريح وغير مكلف واستيطاني خنزيري طالما يعاني ويتعذب المواطن الفلسطيني في ارضه ).