الكاتب:
فتحي احمد
ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين ؟ عنوان كتاب لابي حسن الندوي يصف السفر حالة العالم قبل الإسلام حالة الفوضى المنتشرة فكانت العصور الغابرة مسرحا للحكم الجائر المستبد والملكية المطلقة أصبحت الديانات العظمى فريسة العابثين والمتلاعبين ، حتى فقدت روحها وشكلها ، وأصبحت مهود الحضارة والسياسة مسرح الفوضى لا تحمل للعالم رسالة ولا للأمم دعوة.
فجاء الإسلام ليوحد العالم بأنظمته المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر هذه الرسالة الربانية وضع حدا للفلتان السياسي والاقتصادي والاجتماعي فهو بمثابة رسالة للعالم اجمع لا تفريق بين اسود وابيض وعربي وعجمي اما في الحالة السياسية القائمة اليوم الوضع مختلف وحالة الاستقطاب تسير في يوم ناس هذا على قدم وساق فهو حتما مكسب للقوى العظمى فاذا ما نظرنا الى مالات الحالة القائمة في المنطقة اليوم لا شك فأن الرابح الوحيد والاوحد إسرائيل زيارة بادين للمنطقة إسرائيل والسعودية ورام الله تزامنت مع زيارة بوتين لإيران حالة من التجييش وبناء التحالفات ومن يحقق النتائج لصالحه فله قصب السبق اذن المشهد اصبح جليا والمعركة بين روسيا وامريكيا تسير في اطار ما اصطلح على تسميته الحرب الباردة ربما تختلف هذه الحرب عن سابقتها من حيث نوعية الاحلاف واهتمام قطبي الرحى بالعرب اكثر نحن امام استقطاب عالمي للمنطقة العربية برمتها فضلا عن ايران يعني ان الحرب الباردة تدور رحاها في منطقة الشرق الأوسط وهذا يدلل على ان الشرق الأوسط له مكانته الجيوبوليتيكا فضلا عن النفط ومشتقاته . للعودة لزيارة بادين الضعيف داخليا والمنبوذ داخل حزبه الديمقراطي نستطيع ان نقول لا جديد في جعبتة ولا يحمل ما هو جديد للشعب الفلسطيني ولقضيته لقد نجح بينيت وشريكه في الائتلاف الحكومي مائير لبيد في حل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة فكانت هذه الخطوة التمثيلية المحاكة جيدا سبيلا لقطع الطريق امام بايدن في لملمة القضية الفلسطينية مجددا ووضعها على الطاولة وقامت الحكومة الإسرائيلية بتقديم بعض التسهيلات التي لا تغني ولا تسمن من جوع كبادرة حسن نية امام الرئيس الأمريكي في المقابل لم يتطرق الرئيس الأمريكي للقضية الفلسطينية في مطار اللد كثيرا حيث قال بعيد وصوله ان امن إسرائيل من ضمن أولويات أمريكيا فتسعى بلاده الى دمج إسرائيل في المنطقة بهذا التصريح نستطيع ان نقول ان زيارة بادين للشرق الأوسط لها اهداف منها الضغط على السعودية لزيادة كمية النفط وتعويمه للحد من منع روسيا تحقيق أرباح كبيرة من بيع النفط وإيجاد بدائل للغاز الروسي لإنقاذ الدولة العجوز وخصوصا ونحن على اعتاب فصل الشتاء كما ان زيارة بادين تحمل في طياتها احتواء العالم العربي برمته بدلا من ان يرتمي في أحضان روسيا والصين فهذا الاستقطاب وهو ليس الأول في التاريخ لكنه الأهم على صعيد المنطقة من ناحية ان العالم العربي يشعر هذه الأيام بنشوة الاهتمام اقل شيء ففي هذه الجولة هنالك الرابح والخاسر على حد سواء وقد تعودنا على ان الرابح دائما هي إسرائيل والخاسر نحن العرب عامة والشعب الفلسطيني خاصة هذا الروتين الممل لا يكاد ان ينفك عنا لقد كان مدلول خطاب بادين في مطار بن غوريون رسالة قوية للعرب بان إسرائيل أولا وأخيرا وامنها هو امن الولايات المتحدة الامريكية فهذه العلاقة الغرامية التي شبهها البعض كالزواج الكاثوليكي لا تنفصل وتزاد صلابة وقوة يوما بعد يوم وقد جاءت تصريحات بايدن عن متانة هذه العلاقة في هذا الوقت للتذكير العالم ومنها روسيا ان إسرائيل التي تاسست بمباركة الغرب هي دولة وظيفية لها واجبات وعليها واجبات أيضا فالدعم السخي الأمريكي الذي اعلن عنه مؤخرا فهو من ضمن الواجبات الملقاة على عاتق الولايات المتحدة الامريكية بجانب طمئنة إسرائيل من مخاوف البعبع الإيراني في المنطقة وتخويف العرب وخصوصا دول الخليج من ايران فهنالك دراسة أمريكية او مقترح لبيع مزيدا من السلاح للسعودية لتبقى المنطقة تحت رحمة امربكيا التي تلوح دائما بعصا ايران لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية موجز القول ان أمريكيا تريد ابعاد شبح روسيا ومن خلفها الصين عن مستعمراتها في الشرق الأوسط وتامين امن إسرائيل نحن نعيش اليوم نفس الحالة التي وصفها أبو حسن النداوي في كتابه ماذا خسر العالم من انحطاط المسلمين ؟ لا قانون يحكم العالم والمصالح هي اللغة الطاغية اليوم والقوي ياكل الضعيف فنحن بحاجة اليوم الى من يوحدنا في مواجهة هذا المد الاستعماري غير المباشر الجارف الذي اكل الشجر والحجر ولم يبقي لنا الا الفتات .