الثلاثاء: 28/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

خيبة امل لدى الفلسطينيين من زيارة بايدن

نشر بتاريخ: 17/07/2022 ( آخر تحديث: 17/07/2022 الساعة: 11:08 )

الكاتب: د. علي الاعور

ربما كانت زيارة الرئيس الامريكي جوزيف بايدن الى منطقة الشرق الاوسط هي استمرار لفلسفة وخطة الرئيس الامريكي السابق ترمب في تجاهل الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وتجاهل لقضية الاستيطان والاحتلال وطرد الفلسطينيين من بيوتهم وارضهم في مسافر يطا في الخليل وطرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح وهكذا تم احياء صفقة القرن بعد موتها بسنة ونصف .

وعلى الرغم من ان زيارة بايدن الى الشرق الاوسط لم يكن مخطط لها سوى الظروف الاقتصادية التي تمر بها الولايات المتحدة الامريكية بسبب الحرب الروسية في اوكرانيا وخاصة في مجال الطاقة وارتفاع اسعار الطاقة والبنزين في امريكا ، اجبرت الادارة الامريكية على توجه بايدن الى منطقة الشرق الاوسط وكانت المحطة الاولى في تل ابيب وما تلاها من اعلان القدس الذي يعادل اعلان بلفور عام 1917 وكان اعلان القدس بين يائير لبيد وبايدن يتضمن اربع نقاط رئيسية.

دمج اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط كي تصبح مقبولة من الشعوب العربية وليس فقط من الانظمة العربية الديكتاتورية.

وعد بايدن اسرائيل بعدم امتلاك ايران للسلاح النووي الى الابد.

وعد بايدن بتفوق اسرائيل العسكري والامني في منطقة الشرق الاوسط.

الغاء وشطب القضية الفلسطينية من معادلة الشرق الاوسط عندما قال" الدولة الفلسطينية لن تقوم الى الابد ".

امام تلك المعطيات والوعود التي قدمها بايدن لاسرائيل ( لليمين واليسار ) واعترافة باسرائيل دولة يهودية وبانه صهيوني ينتمي الى اسرائيل الى الابد. وهنا لا بد من السؤال الاهم: ماذا بقي للقلسطينيين حتى يقدمه بايدن لهم ؟ هل بقي امل للفلسطينيين في السلام؟ هل اصبح الشعب الفلسطيني اقلية تبحث عن الاكل و الشراب وسيارات الجيب الفارهة و وسرعة الواي فاي؟؟.ز

ماذا بقي للفلسطينيين حتى يقدمه بايدن لهم؟ لقد انهار النفق ولم يعد يبحث الفلسطينيون عن النور في نهاية النفق لان بايدن لم يعد يملك شيء يقدمه للفلسطينيين لان الاستيطان اصبح قرار اسرائيلي واعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس الشرقية اصبح مستحيل وقتل شيرين ابو عاقلة انتهى بدون نقاش والاحتلال مستمر في الاراضي الفلسطينية المحتلة واصبحت قرارات الامم المتحدة في الارشيف تغطيها اطنان الغبار .

اما زيارة بايدن الى بيت لحم فلم تكن تحمل في طياتها اي مستقبل للشعب الفلسطيني وكان من الاجدر ان يتم تحديد اجندة زيارة بايدن الى لقاء العائلات الفلسطينية المهددة بالطرد في حي الشيخ جراح حتى يستمع بنفسه الى مأساتهم وربما زيارة بايدن الى مسافر يطا في الخليل او زيارة الجدار الفاصل وربما زيارة وادي الحمص في صور باهر الذي هدم فيه 71 شقة سكنية.

وهنا اود ان اقدم نصيحة للرئيس بايدن "لقد اخطأت في تقدير الحسابات، لقد اخطأت في فهم الثقافة الفلسطينية والرواية الاصلانية الفلسطينية واعلم انك قذفت بالقيم و الاخلاق في البحر المتوسط قبل ان تصل تل ابيب ، هناك شعب اصلاني مولود هذه الارض ولا يمكنك تجاهل هذا الشعب الفلسطيني ولا يمكن تجاهل الحقوق السياسية للشعب الفلسطينية ان يعيش في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .

بايدن ، يوم امس وقبل ان تغادر منطقة الشرق الاوسط كان هناك قصف اسرائيلي على قطاع غزة واستيقظ اطفال غزة على اصوات القصف والطائرات الاسرائيلية واود ان اقول لك اذا قتل اي فلسطيني او اي اسرائيلي " لا سمح الله" سوف تكون زيارتك الى الشرق الاوسط هي المسؤول الاول والاخير حول دماء الفلسطينيين والاسرائيليين لا سمح الله .

واخيرا او ان اخبرك بايدن "ان فشل صفقة القرن خطة سلام في الشرق الاوسط بسبب تجاهلها للحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وتعامل الرئيس ترمب مع الفلسطينيين "كأقلية تبحث عن الطعام والشراب والان جاء اعلان القدس الذ اصاب الفلسطينيين بخيبة امل كبيرة ولم يعد الامل موجود للسلام وان قبائل "الماو ماو" تعيش بكرامة وحرية اكثر من شعب تعداده 12 مليون نسمة وبالتالي زيارتك تركت لدى الشعب الفلسطيني اليأس وخيبة الامل.

ان دمج اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط والتطبيع مع دبي والبحرين وحتى مع جيبوتي والصومال لن يحقق الامن والسلام للاسرائيليين والعنوان الحقيقي هو الحل السياسي وتطبيقه اليوم وليس غدا ، لان القادم اسوأ ويحمل معه الظلام واليأس.