الخميس: 16/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

جو بايدن ليس توم كروز

نشر بتاريخ: 18/07/2022 ( آخر تحديث: 18/07/2022 الساعة: 13:46 )

الكاتب: رامي مهداوي

خلال الأسبوع الماضي قرأت العديد من المقالات السياسية الفلسطينية والإسرائيلية والعالمية حول زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقتنا، وعلى رأس تلك المقالات ما نشرته صحيفة "The Washington Post" مساء السبت الموافق9 تموز مقال رأي للرئيس الامريكي جو بايدن، يستعرض فيه الاسباب الدافعة لزيارته للدولة التي سبق وان وعد بجعلها “منبوذة” وتعهد بأن يجعل أميرها وولي عهدها محمد بن سلمان “يدفع الثمن غالياً” بدعوى انتهاكاته لحقوق الانسان على حد ادعاءاته.

حالة التضخيم الإعلامية العالية_على الرغم من تنوع الآراء_ على صعيد ما قرأته أو تابعته في كافة أشكال وسائل الإعلام المحلية والدولية جعلتني أتذكر سلسلة أفلام بعنوان المهمة المستحيلة (Mission: Impossible) بطولة الممثل الأمريكي المشهور توم كروز الذي مثل دور العميل إيثان هانت.

ما بين جو بايدن وتوم كروز تكمن الإثارة والمتعة من منظور "هوليوود" ومن منظور سياسي "امريكا لا أصدقاء دائمين لها بل مصالح دائمة"، لهذا زيارة بايدن للمنطقة وتنقله ما بين العواصم المختلفة كما يقوم بها كروز في سلسلة أفلامه ليس هدفهما الحفاظ على المنطقة بدرجة أساسية وإنما الحفاظ على أن تستمر بلاده قوية وآمنة.

لكن جو بايدن ليس توم كروز، بايدن الفاشل في سياساته الداخلية وفق معظم المؤشرات والارقام من استطلاعات الرأي وغيرها، يرغب في إضافة رقم قياسي جديد في سلسة اخفاقاته في رسم سياساته الخارجية، والتي كان آخرها فشله في حشد حلفاء من غير دول حلف الناتو _الاعضاء في مجموعة العشرين_ ضد روسيا في القمة التي عقدت مؤخراً في جزيرة بالي الاندونيسية. وفي مهمة أخرى، سبق لبايدن وان فشل في جمع حلفاء جدد ضد الصين في جولته الاخيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

أما كروز لديه شعبية ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وإنما عالمية، وتتصاعد أسهمه مع كل مهمة مستحيلة يقوم بتنفيذها في جميع العواصم العالمية، حتى مهمته للعثور على عينات من فيروس جيني خطيرلتدميرها قبل أن تتسبب في تدمير حياة ملايين البشر ينجح، وفي المقابل بايدن ليس فقط يفشل في مواجهة فايروس كورونا "كوفيد19" وإنما يعمل ضد مصالح الصين ويفشل أيضاً.

بايدن الآن يتوجه الى المملكة العربية السعودية كمهمة جديدة لتصحيح خطأه "نبذ المملكة" وإعترافه بقدرة قادة المملكة العربية السعودية في التأثير على مواقف اشقائهم قادة مجلس التعاون الخليجي الى جانب دول الاقليم، وأيضاً للحصول على براميل النفط له ولأوروبابفعل سياساتهم الفاشلة في تركيع روسيا والحصول على طاقة قبل بدء فصل الشتاء.

وسيفشل بايدن في محاولاته لصناعة حلف عسكري شرق اوسطي على غرار حلف الناتو، بالنظر لتاريخ أمريكا المُدمر في المنطقة وكأن الوطن العربي لم يفقد من ابنائه الملايين بين قتيل وجريح وغريق ومهاجر ضمن السياسات المتتابعة من أداء كونداليزا رايس وهيلاري كلينتون...، وبقراءة سريعة للتاريخ سنجد سهولة الولايات المتحدة الأمريكية بأن تُلقي حلفائها من السفينه أو مروحية "هليكوبتر" عندما تشعر انهم باتوا يشكلون عبئ استراتيجي على سياساتها.

بايدن لن يكون بطل هوليوود مثل كروز، ولن يكون بطل سلام وهو الذي وعد ناخبيه ذات يوم أن يكون رجل اطفاء للحرائق التي خلفها ترامب، نرى أن واشنطن تعمل بإصرار على مواجهة كل من روسيا والصين وإيران، وضد حقوق شعبنا الفلسطيني وأهمها حق تقرير المصير، فنجد هذا الموقف بوضوح قبل السفر لمنطقتنا بمقاله حينما يستخدم مصطلح "إسرائيل والضفة الغربية" وليس فلسطين ولا حتى الاراضي الفلسطينية المحتلة، ويزعم ان بلاده راعي نزيه لعملية السلام!!