الكاتب: ربحي دولة
عدوان احتلالي همجي شنته سلطات الاحتلال على أبناء شعبنا في قطاع غزة استمر 56 ساعة ارتقى خلاله 45 شهيدا واكثر من 360 جريحا انتشرت بها رائحة الموت وتناثرت الأشلاء، هدمت فيه البيوت على رأس ساكنيها. وكما في كل عدوان تقوم به دولة الاحتلال المجرمة على الكل الفلسطيني في غزة و الضفة تماري فيه هذه العصابات أبشع الممارسات بحق شعبنا الأعزل ويتسابق قادتها على قتلنا في كل استحقاق انتخابي من اجل كسب أصوات الناخب الحاقد والذي ينتظر موتنا..
حكومة مجرمة وهي مفرزات شعب مجرم في ظل صمت عالمي وعجز عربي يقف وقفة المتفرج لا بل أكثر من ذلك ، هناك من ينصب نفسه وسيطا محايدا يتوسط بين القاتل والضحية يعامل الطرفين بنفس المعيار وكأن شعبنا لديه امكانيات عسكرية كبيرة للرد ، ويخوض حرب كلاسيكية ضد الاحتلال متناسين أننا نتعرض لعدوان سافر في كل يوم من هذا المحتل الذي يتنكر لأبسط حقوق شعبنا بالعيش بحرية وكرامة في ظل دولته المستقلة، لكن تمادي هذا المحتل وتخاذل العرب وصمت المجتمع الدولي
جعله يشن عدوانا طال العديد من ابناء شعبنا بين شهيد وجريح ، شهداء اطفال وقادة العمل المقاوم جاء مباغتتهم في بيوتهم بعد أن خذلهم الوسيط واعطاهم الامان، وهذا العدوان الذي حاول المحتل تسويق روايته باستهداف حركة الجهاد الاسلامي وحدها وكأنها جسم غريب عن شعبنا كما نفذها في السابق عندما اغتال الشهيد ابو عطا .
حركة الجهاد الاسلامي هي جزء من من شعبنا الفلسطيني ولا نقبل ان يتم المساس بها حيث قاتل الى جانبها ابناء شعبنا في كل المدن والقرى وشاركت حركة فتح عسكريا وجماهيريا ورسميا في دفاعها عن الوطن ومقدراته ولم تقبل بتقسيمات هذا المحتل الذي حاول جاهدا الاستفراد في كل ابناء شعبنا في قراه ومخيماته لإرغامه على الاستسلام .
لقد شكل هذا العدوان انكشاف حركة حماس وزيف ادعاءاتها في حمل راية المقاومة دون الالتفات على مكاسب دنوية او جهوية ، وانما هدفهم تحرير فلسطين كل فلسطين.
اؤمن تماما ان من حق المسؤولين تقدير الموقف واتخاذ القرار المناسب من أجل حماية الشعب وتجنيبه ويلات الحرب الصهيونية لكن ما كان مستهجنا هو قيام حماس بدور المتفرج احيانا والوسيط احيانا اخرى في الوقت الذي كانت تخون فيه القيادة الفلسطينية عندما كانت تتخذ قرارات مشابهه وكانهم يحملون رسالة سماوية وهم اصحاب الحق في الفتوى وهم من يحددون جيد العمل من سيئه.
لقد وقفت حماس وللمرة الثانية في غزة وقفة المتفرج ولم تشارك في صد هذا العدوان او الدفاع عن ابناء شعبنا، وفي هذا الانتقاد لهذا الموقف هو دعوة لحماس الى التفكير جيدا قبل اطلاق مواقفها المعادية والمخونة لغيرها، وفي الوقت نفسه تمارس نفس الممارسات التي حرمتها.
وعلى حماس ايضا ان تطرح الى الملأ انها تحاول جعل نفسها بديلا عن منظمة التحرير وليست شريكة لها في معركة التحرر الوطني وفي معركة الخلاص الأبدي، فبعد ان كانت تطرح ان فلسطين من النهر الى البحر تبنت فكرة الدولة على حدود الرابع من حزيران ، وهذا نفس الموقف الذي تبنته منظمة التحرير في العام ١٩٧٤ عندما اقرت المشروع السياسي الفلسطيني الداعي الى اقامة دولة مستقلة على اي "شبر" يتم تحريره.
هذه المراهقة السياسية التي تمارسها حماس يدفع ابناء شعبنا ثمنا باهظا نتيجتها ويجب عليها التوقف عن هذه الممارسات والعودة فورا الى البيت الفلسطيني الجامع لنكون موحدين في مواجهة هذا المحتل لاننا مهما اختلفنا معها سياسيا فلن نختلف معها وطنيا وخاصة اثناء مواجهة المحتل والذي نكون فيه بأمس الحاجة الى وحدتنا وقوة موقفنا لننتصر عليه وننتصر لابناء شعبنا وصولا الى اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس بقيادة القيادة الشرعية لشعبنا في كافة اماكن تواجده رافعين العلم الفلسطيني الواحد.
. كاتب وسياسي