الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكومة الإسرائيلية تغذي حملتها الانتخابية بإراقة دماء الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 10/08/2022 ( آخر تحديث: 10/08/2022 الساعة: 12:58 )

الكاتب: مريم سويطي

يُراق الدم الفلسطيني على أيدي السفاحين الصهاينة الذين يجدون فيه لعبةً مُسلية يمارسونها بأسلحتهم ورصاصاتِ غدرهم , وقذائفِ حقدهم المدمرة , فتتعاقب حملات تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد قادة المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة , فبعد أن شنت طائرات الاحتلال الحربية عدواناً على القطاع بغارات جوية أسفرت عن اغتيال قادة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري , وخالد منصور و استشهاد ما يقارب44 شهيد واصابة 360 , ومجدداً شنَ الاحتلال تصعيداً جديداً وجريمة جديدة باغتياله لثلاثة من قادة كتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس , الشهيد إبراهيم النابلسي , إسلام صبوح , حسين طه , مما طفى على السطح عدة تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد وفي سياق المشهد السياسي هل التصعيد الجاري كان بهدف إضعاف المقاومة الفلسطينية , أم لكسب الأصوات الانتخابية في الإنتخابات المقبلة على حساب دماء الفلسطينيين ؟

فإقدام قادة الاحتلال على شن عدوان على قطاع غزة , واغتيال قادة المقاومة في غزة والضفة الغربية كان بهدف محاولة تعزيز المواقع الانتخابية في الأوساط الإسرائيلية ولذلك تستغل إسرائيل كل فرصة أُتيحت لها لإراقةِ الدم الفلسطيني حتى تعرف معدلات الأصوات الانتخابية !

فرئيس الوزراء الحالي "يائير لابيد" يسعى لتثبيت تموضعهِ في الخارطة السياسية وتعزيز حظوظه للفوز برئاسة الحكومة , فيبذل قُصارى جهده في ممارسة الدعاية الانتخابية ولا سيما أنه ينحدر من عالم الصحافة والملاكمة ولا يمتلك الخبرة والحنكة السياسية , فهو لا يريد التخلي عن تطلعاته بترأس الحكومة وأن يثبت قدرته على التحكم بعجلة القيادة في إسرائيل مع اقتراب موعد الانتخابات بزيادة حملة الاغتيالات والاعتقالات بحق قيادات حركة الجهاد الإسلامي بدءاً من مداهمة مخيم جنين واعتقال بسام السعدي ، الشخصية البارزة في حركة الجهاد الإسلامي.

ووصولاً إلى شن غارات جوية على قطاع غزة واندلاع مواجهة عسكرية بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية استمرت لمدة ثلاثة أيام لتنتهي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار بوساطة مصرية , ومجدداً اغتيال ثلاثة من قادة شهداء عقب اقتحام الاحتلال للبلدة القديمة في نابلس واغتيال المقاومين, وتتمثل جُلَ أهداف لابيد بأن يظهر بصورة المنتصر أمام المجتمع الإسرائيلي وذلك باستثمار الدم الفلسطيني لأغراض انتخابية .

والمتتبع للحروب السابقة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة , يرى أن إسرائيل دائماً حروبها وتصعيدها للعدوان يسبق موعد الإنتخابات , ولابيد ينتهج ذات السياسية التي طبقها من سبقه من رؤساء الوزراء بزيادة التصعيد قبل فترة من موعد الانتخابات وإراقة دماء الفلسطينيين لترتفع أصوات الإنتخابات لصالحه بحجة أنه يسعى لحماية الإسرائيليين وتجميل صورته حتى يحافظ على مكانته فهو يتنافس مع بني غانتس في دعايته الانتخابية لمواجهة نتنياهو رئيس الوزراء السابق والذي بات يتقدم على المعسكر المشترك لبني غانتس ولابيد وذلك حسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية .

فترأس بني غانتس العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لرغبته العارمة بالترويج لنفسه بانتصاره خلال العدوان فهو يسعى أيضاً لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات في الأول من نوفمبر تشرين القادم , وهي الإنتخابات الخامسة التي تشهدها إسرائيل في أقل من أربعة سنوات , وذلك كما حدث في حرب عام 2008 والتي بدأت قبل انتخابات عام 2009 , وكذلك حرب 2012 والتي بدأت قبل انتخابات عام 2013 واليوم زيادة التصعيد في غزة والضفة قبل فترة قليلة من موعد الإنتخابات الإسرائيلية .

التصعيد الإسرائيلي في الضفة وقطاع غزة يُنذر باستمرار حالة من التوتر والقلق , فجرائم الاغتيال بحق الفلسطينيين تصعيد خطير يكشف سياسات الاحتلال القائمة على القتل والإرهاب , وارتكاب المجازر فجميع ما يقترفه من محاولات غير مجدية في سبيل اضعاف روح المقاومة الفلسطينية وكسر صمود ونضال الشعب الفلسطيني , ولكن نهج المقاومة هو الخيار الاستراتيجي للفلسطيني , وكما قال الشهيد إبراهيم النابلسي في وصيته الأخيرة " لا تتركوا البُندقية " .