الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس التحول من المقاومة إلى صراع على السلطة

نشر بتاريخ: 13/08/2022 ( آخر تحديث: 13/08/2022 الساعة: 19:42 )

الكاتب: عمران الخطيب


حركات التحرر تتحول من المقاومة إلى السلطة في حال تم إنجاز عملية الإستقلال والتحرر الوطني وعلى سبيل، جبهة التحرير الوطني الجزائري وخروج الإستعمار الفرنسي وإعلان الإستقلال وإقامة جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية، بذلك الوقت أصبحت جبهة التحرير الوطني الجزائري الحزب الحاكم، وأصبح جيش التحرير الوطني الجزائري
الجيش الوطني لدولة الجزائرية.

ولكن في الحالة الفلسطينية يختلف الأمر، فإن الشعب الفلسطيني في أرجاء فلسطين هو تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، بما في ذلك في قطاع غزة، حيث لم ينسحب الإحتلال ولم يتحرر فما يزال تحت الغارات والمجازر
الإسرائيلية المتكررة، وحول أكذوبة إنسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة هذا الأمر غير دقيق، فما حصل هو إعادة الإنتشار من قطاع غزة وليس الإنسحاب، حيث أصبح قطاع غزة مجرد "طعم" ألقاه المجحوم شارون رئيس حكومة الكيان الصهيوني، ولم يقوم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، حيث يرتبط الجانب الإسرائيلي باتفاقية أوسلو،

"خطة فك الارتباط أحادي الجانب" قامت بتنفيذها عام 2005 بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية ومعسكرات جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة و أربعة مستوطنات أخرى متفرقة في شمال الضفة الغربية، وأسباب ودوافع إعادة الإنتشار من قطاع غزة.

للعديد من الأسباب الجوهرية المتراكمة:
1-يشكل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة شعلة المقاومة الفلسطينية، حيث تعرض للاحتلال الإسرائيلي الأول 2 تشرين الثاني 1956، ومع ذلك كانت سلسلة من العمليات في الأرض المحتلة، إضافة إلى التسلل إلى معسكرات جيش الإحتلال الإسرائيلي، وكانت المجموعات الفدائية بقيادة البطل المصري مصطفى حافظ، وقد كان الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد ضمن الشباب الفلسطيني المقاوم للاحتلال الإسرائيلي.

2- الإحتلال الإسرائيلي الثاني يوم 5 و6 حزيران عام 1967
كان الإحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، ورغم ذلك لم تتوقف المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حركة فتح وقوات التحرير الشعبية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والفصائل الفلسطينية من القيام بعمليات نوعية تستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث كانت سيطرة الفدائيون داخل قطاع غزة حتى نهاية 1972، ويعد ذلك تحول العمل الفدائي داخل قطاع غزة إلى سلسل من المجموعات داخل قطاع غزة.

3-حمل الجانب الإسرائيلي الأعباء المادية والمعنوية واللوجستية والخسائر الكبيرة بين قتيل وجريح بشكل يومي، إضافة إلى تكلفة حماية وجود بعض المستوطنات؛ لذلك عملية الإنسحاب الإسرائيلي كانت ضمن سلم الأولويات للحكومات المتعاقبة، الإحتلال الإسرائيلي فشل في تشكيل الحماية الأمنية المستوطنين، إضافة إلى زيادة التكلفة المادية القيادات الإسرائيلية بما في ذلك إسحاق ربين كان يردد أتمنى أن اصحوا وأجد غزة قد أغرقت في البحر.

الجانب الإسرائيلي عرض تسليم غزة إلى الجانب المصري، ولقد رفض الرئيس أنور السادات ذلك عبر الوسطاء؛ لذلك طرحت "إسرائيل" في إتفاق أوسلو غزة أريحا أولاً، وكانت عودة الرئيس الراحل ياسر عرفات ورفاقه إلى قطاع غزة، ومنذ اللحظة الأولى أعلنت حماس رفض إتفاق أوسلو ،وبدأت العمل في إفشال إتفاق أوسلو كما فعل تجمع حزب الكيود بقيادة نيتنياهو والأحزاب اليمينية، حركة حماس والتي ترفض إتفاق أوسلو ، قالوا إن فلسطين "أرض وقف" وإن هدف حماس تحرير فلسطين من النهر حتى البحر، بل رفضت حماس المشاركة في الإنتخابات التشريعية الأولى وفي مؤسسات السلطة عام1996.

ولكن حماس في شهر شباط 2005 شاركت حماس إلى جانب الفصائل الفلسطينية في إتفاق القاهرة حول المشاركة في الإنتخابات البرلمانية للمجلس التشريعي، وبعد نتائج الانتخابات وفوز حماس في الإنتخابات التشريعية أصبح التحول لدى حركة المقاومة الإسلامية حماس، فقد أوقفت حماس العمليات الاستشهادية
بعد عملية أغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وبعد ذلك أغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بعد ذلك تاريخ حماس تراجعت عن المقاومة وتولت رئاسة حكومة السلطة الفلسطينية، بعد نتائج الانتخابات التشريعية.
وبعد إعادة الإنتشار الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات بقطاع غزة
وبذلك أصبحت أولوية حماس السيطرة على قطاع غزة، لذلك حصل الانقلاب العسكري الدموي في قطاع غزة من حماس تحت بند المقاومة وإسقاط إتفاق أوسلو، ومنذ ذلك تاريخ قد أصبحت حماس تبذل كل الجهود من أجل الإستمرار في حكم قطاع غزة وفي مختلف المراحل العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة قامت حماس في إستثمار نتائج العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة تحت مسمى المقاومة، وفي نهاية الأمر أصبح طموح حماس في قطاع غزة إستمرار التهدئة مع الإحتلال
مقابل السماح في إدخال الأموال القطرية وفتح المعابر، وإعادة الأعمار مقابل الالتزام حماس في الأمن والاستقرار والتهدئة مع الإحتلال الإسرائيلي؛ لذلك لم تشارك حماس في التصدي للاحتلال خلال العدوان 2019 الإسرائيلي على قطاع غزة والذي يستهدف حركة الجهاد الإسلامي وقيادتها العسكرية سرايا القدس.

وأنا أستغرب ماذا يعني بصراحة
ماذا يعني وحدة الساحات لم أجد تفسير معنى هذا الشعار على أرض الواقع لم نشاهد المقاومة أو الجيوش العربية، تساند الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أو في سلسلة الحروب العدوانية الإسرائيلية على قطاع أو الاعتداءات المتكررة في نابلس وجنين والخليل والقدس، حيث الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أين هي وحدة الساحات غير البيانات الخطابية النارية، لذلك على الشعب الفلسطيني أن يدرك بأن الحل الوحيد هي ممارسة كل أشكال المقاومة الشعبية بكل الوسائل وبما في ذلك المقاومة المسلحة وهذا يتتطلب بضرورة عودة العمليات العسكرية التي تستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنين لذلك يجب أن يتحمل الإحتلال نتائج ما يرتكب من جرائم وتستدعي دعم وتطوير وسائل المقاومة.

[email protected]