الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لا يعطي المرشحون الإسرائيليون بالا للمواطن الفلسطيني خلال حملاتهم الانتخابية . ويصبون كامل جهودهم ودعاياتهم لاسترضاء المستوطنين الذين اثبتت التجارب أنهم لا يكتفون ولا يرضون ولا يشكرون اية حكومة مهما كانت متطرفة ومهما كانت عنصرية لصالحهم .
اليمين الوسط ، واليسار الوسط في إسرائيل يسابقون اليمين المتطرف في استرضاء الحركات الإرهابية اليهودية ما يفقد حملاتهم الانتخابية اية قيمة سياسية استراتيجية ، ويجعلها عبارة عن مسابقة نحو المزيد من الانحطاط والجريمة المنظمة والعنصرية .
هدف واحد لجميع المرشحين في إسرائيل ، لم يتغير منذ عشرين عاما . وهو استرضاء المستوطنين والإرهابيين اليهود الذين باتوا يشكلون قطيعا متوحشا يخيف الأحزاب الصهيونية . فلا تجد في أي برنامج انتخابي صهيوني أية فكرة لحل سياسي او لدعوة عامة ولو كانت مبهمة تجاه الحياة من دون صراع وقتل ودماء وسيطرة .
جيش الاحتلال و معه منظومة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشاباك والاستخبارات العسكرية أمّان والشرطة والمحاكم المدنية والعسكرية والبلدية جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة لغرض الدعاية الانتخابية للأحزاب . والأخطر من ذلك أن وسائل الاعلام في إسرائيل صارت عنصرية بامتياز في صياغة الخبر وفي اختيار الصورة وفي العنوان لدرجة مقرفة لا تستطيع النفس البشرية تحمّلها من شدة قذارتها .
ومع كل هذا يغفل المرشح الصهيوني وجود المواطن الفلسطيني ، داخل الخط الأخضر وخارج الخط الأخضر . ولا يعيره أي انتباه او حضور . الا في حالة واحدة وهي وقوع عمليات .
حين تقع عملية ولو كانت تلقائية من عربي غاضب . ترى أن جميع الأحزاب الصهيونية ، وجميع الناخبين الصهاينة ينسون كل شيء وكل حياتهم واولوياتهم ولا يتحدثون سوى عن المواطن العربي .
تجربة 1996 لا تزال حاضرة حين نفذ المهندس يحيى عياش سلسلة عمليات أدت الى سقوط شمعون بيريس وفوز بنيامين نتانياهو . واحداث العام 2000 لا تزال حاضرة حين سقط ايهود باراك وفاز شارون في انتخابات 2001 .
الانتخابات القادمة في إسرائيل قد لا يقررها الناخب الإسرائيلي . وان كان هو الذي سيدلي بصوته في صناديق الاقتراع . وانما يمكن أن يقررها ابن غزة وابن جنين ونابلس . قد يقررها أولئك البؤساء الذين رمتهم سلطات الاحتلال خلف الجدار وانتزعت منهم جميع حقوقهم .