الكاتب:
معتز خليل
تابعت ما تداولته أخيرا بعض من وسائل الاعلام الإسرائيلية بشأن وصول سفينة حربية تركية إلى ميناء حيفا الإسرائيلي برفقة سفينة صواريخ أمريكية، وهي السفينة التي بات واضحا التعاطي الساخر الفلسطيني معها، خاصة وان هذه تمثل أول خطوة للتعاون الأمني بين إسرائيل وتركيا منذ التطبيع الأخير للعلاقات بين البلدين ، وهي خطوة في منتهى الدقة وتؤكد أن العلاقات التركية الإسرائيلية تسير بثبات.
اللافت ان وصول هذه السفينة كان خطوة للتباري بين انصار حركتي فتح وحماس على الإنترنت، حيث ضحكوا ساخرين وقال بعضهم أن هذه السفينة يمكن أن تكون قد أحضرت وفداً من كبار مسؤولي حماس إلى إسرائيل، وهو ما يعكس بعض من الحقائق الأكاديمية التي أود الإشارة إليها.
أولها أن الشباب الفلسطيني بالفعل سأم التدخلات الإقليمية في القضية ، وهو أمر بات واضحا خاصة مع إعلان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي السيد زياد نخاله عن انتصار الحركة على المقاومة من إيران ، وما تلا ذلك من انتقاد لهذه الخطوة.
ثانيا أن الكثير من الشباب الفلسطيني بالفعل يرى أن هناك تغييبا لهم عن المشاركة بالحوارات والقرارات الوطنية، وهذا أمر مهم ويجب أن نتذكر في إطاره ما قام به الخالد دوما ياسر عرفات الذي كان يحتضن الشباب الفلسطيني في المهجر دعم لقضيتنا الوطنية دوما.
ثالثا : بات من الواضح أن الشباب الفلسطيني يعرف تماما أن الكثير من الدول التي كانت في الماضي ترفع شعارات المقاومة والحرية والدعم لفلسطين هي الأن أول من يتفق مع إسرائيل ويتعاون معها خدمة لمصالحها الذاتية ، وللعلم فمن حق تركيا أو أي طرف ان يبرم اتفاقات مع أي طرف حسبما يرى ، ولكن يجب ألا يستخدم شعارات فلسطين والقدس وقضيتنا العادلة في تبرير ذلك ، واعتقد أن شبابنا يعرف هذه النقطة جيدا .
رابعا : أعرف أن السلطة الفلسطينية والحكومة تبذل الكثير من الجهود لاحتضان الشباب والاستماع إليهم، غير أن التطورات المتلاحقة ورؤية الشباب وطرحهم لأفكارهم بسرعة وجرأة عبر منصات التواصل الاجتماعي يفرض علينا الحديث أكثر عن هذه النقطة والسعي دوما لاحتضان الشباب.
خامسا : يجب مراجعة نسب مشاركة الشباب في المؤسسات التنفيذية والتشريعية الفلسطينية ، ومناقشة أسباب انخفاض نسب البعض منها وتوضيح ذلك للراي العام ، وفي هذا الصدد أعرف أن السلطة لديها الكثير من الأعباء ولكن هذه القضية أيضا مهمة ، فشباب اليوم هم أول وابرز من سيحمل القضية على كاهله في الغد .