الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
خطاب رئيس وزراء الاحتلال مليء بالاكاذيب من اول رمشة عين غادرة وحتى اخر ابتسامة مجرمة .. استخدم فيه رداء الحمل ليغطي دماء الاطفال الفلسطينيين التي تسيل من فمه .
خطاب لابيد وقح واجرامي يعبر عن نخبة الليبراليين من سكان تل ابيب الذين يمسحون بصمات المنظمات الارهابية اليهودية ويلقون باللائمة على الضحايا الفلسطينيين .
والاهم ان اسرائيل لم تعد تستطيع ان تلعب دور الضحية مرة اخرى . وصارت تلعب دور الناشد للسلام .. ووقاحة لابيد اوصلته بخبث الى لعبة حشر العرب في خطابه لدرجة ان من يسمعه يعتقد ان كيان الاحتلال وعصاباته دولة تتسع للعرب!!
وفي ملخص القراءة ان لبيد لم يوجه كلامه الى العالم . وانما الفئة المستهدفة من الخطاب هي يهود امريكا والمستوطنين داخل اسرائيل الذين يكرهون العرب الفلسطينيين لدرجة انهم يلقون بهم خارج الجدار ليموتوا جوعا وقهرا .
خطاب الرئيس عباس يختلف في المقاصد وفي النوايا ولكنه لا يختلف في الجمهور المستهدف .. ولو كان هناك جائزة دولية للصبر فيجب منحها للرجل . فرغم المصائب التي سقطت على رأس الشعب الفلسطيني وعلى رأس منظمة التحرير من جراء الاستيطان والمستوطنين ومنظمات التهويد لا يزال الرئيس عباس يتمسك بحل الدولتين ولا يألوا عن ذلك ابدا .
في ثنايا خطاب الرئيس عباس انه لن يسمح بالكفاح المسلح ولن يقاتل اسرائيل بالبنادق ولن يسحب اعترافه باسرائيل .. فهو على قناعة تامة ان اية انتفاضة مسلحة سوف تنهي الضفة للابد وتستولي عليها اسرائيل التي اعدت خطة عسكرية لاعادة احتلال الضفة في العام 2014 . وعوضا عن الانتفاضة المسلحة ينتظر الرئيس الفلسطيني اللحظة التي تحدث فيها معجزة ويصحو ضمير تل ابيب .
كلمة ابو مازن لم تستهدف الجمهور الفلسطيني ، وانما استهدفت الجمهور الاسرائيلي واستهدفت يهود امريكا واستهدفت الصحافة العبرية .. فالمجتمع الدولي واوروبا والغرب لا يهتمون الان سوى بحرب اوكرانيا وازمة الطاقة والشتاء القادم .
من معرفتي بالرئيس عباس فهو لا يقول كل شيء في خطاب موسمي استعراضي كهذا .
وان قناعته هي ؛ ان العرب ليسوا اصحاب قرار وان جامعة الدول العربية تحت الاحتلال اكثر من حي الشيخ جراح .
وان الحكومات العربية ليست صاحبة قرار بهذا الحجم ، وان اوروبا ضائعة ، وان الذي يقرر في البيت الابيض ليس الشعب الامريكي وانما هو اللوبي اليهودي هناك .
وقناعته ايضا ان حماس تبحث عن فرصة لحل مؤقت ، وان اسرائيل تلعب على الانقسام الفلسطيني ليبقى القرار الوطني ضائع .
خطاب الرئيس عباس حزين . ضمن سلسلة خطاباته حول المظلومية الفلسطينين .