الكاتب:
معتز خليل
تتواصل ردود الفعل السياسية على الساحة الفلسطينية عقب التصعيد الأخير الحاصل في القدس المحتلة ، وبات ملحوظا انه ورغم التصعيد الأمني في الأسابيع الماضية ، تستمر الحياة الروتينية في القدس بوتيرة عادية.
وفي هذا الإطار لاحظت ان الكثير من التجار الفلسطينيين يدعون المسلمين في جميع أنحاء العالم لزيارة البلدة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى ، وهو الامر الهام الذي يحاول من خلاله أبناء الشعب الفلسطيني النهوض بالأوضاع بالقدس .
غير ان ما يجري في القدس يفرض علينا طرح بعض من الأسئلة والنقاط المحورية لعل أبرزها...ما الذي يجري؟:
خلال الساعات الماضية قام احد الفلسطينيين بأطلاق النيران على عدد من العسكريين الإسرائيليين ، وهو ما اسفر عن مصرع مجندة إسرائيلية وجرح اثنين آخرين. وكالعادة وفور وقوع هذه العملية قام الجيش الإسرائيلي بفرض حصاره الحديدي على القدس ، وقام باعتقال عدد من الفلسطينيين عدد ليس بالقليل منهم من الأسرى المحررين .
ما جرى :
تشير غالبية التحليلات الإسرائيلية إلى أن الكثير من اشكال التعاطي وبقوة مع الاحتلال او ما يوصف إسرائيليا بالعنف الفلسطيني بات يندلع وبلا توقف في عموم المخيمات الفلسطينية ، الامر الذي بات واضحا في مخيمات جنين وشعفاط وغيرها من المخيمات المنتشرة في عموم الوطن.
ما هو متوقع:
تتوقع الكثير من الدوائر السياسية الآن ومنها مراكز بحثية دوليه استمرار الأزمة لسبب بسيط ، وهي أن الكثير من الدوائر السياسية تعترف بصعوبة واستحالة السيطرة على الأوضاع الزمنية بالمخيمات الآن ، خاصة وأن تزامن مثل هذه العمليات الأمنية يأتي أيضا تزامنا مع ظهور بعض من الفصائل العسكرية المسلحة على الساحة، ومن ابرز هذه الفصائل مثلا جماعة "عرين الأسود"، التي قالت عنها صحيفة العربي الجديد الممولة قطريا والصادرة في لندن أن شقت طريقها إلى عقول الفلسطينيين وقلوبهم بسرعة فائقة....وأضافت الصحيفة ان عناصر هذه المجموعة شبان في مقتبل العمر، يرتدون زيّاً موحداً باللون الأسود، وتغطي فوهات بنادقهم قطع من القماش الأحمر لتؤكد أن لا رصاصة ستطلق هدراً. أما العرين، فهو البلدة القديمة في مدينة نابلس، في حين أن الهدف معروف ومحدد ومباشر، وهو الاحتلال الإسرائيلي، بقواته ومستوطنيه.
وكان لافتا أيضا ان ظهور عرين الأسود تزامن معه أيضا ظهور جماعة كتيبة جنين والتي انطلقت من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، نتيجة عدة عوامل يمكن تلخيصها في
1- تداعيات عملية نفق الحرية (هروب 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع وإعادة اعتقالهم) في سبتمبر/ أيلول 2021
2- قبلها ما أطلق عليه فلسطينياً اسم "معركة سيف القدس" في مايو/أيار 2021.
كان الإعلان الأول عن ميلاد "كتيبة جنين" مرتبطاً بـ"نفق الحرية"، والاستعداد للدفاع عن الأسرى الفارين من سجون الاحتلال، واحتضانهم في مخيم جنين، لتنفذ في تلك المرحلة عمليات تغطية باتجاه الحواجز الإسرائيلية، والتي سميت بمصطلح "الإرباك"، استعارة من الإرباك الليلي الذي عرفه قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد كان إرباك جنين بإطلاق الرصاص على الحواجز الإسرائيلية بالتوازي مع قيام الشبان بإشعال الإطارات.
تقدير موقف:
قلت من قبل وكتبت آن لا أحد يعرف هل كان منفذ العملية الأخيرة في مخيم شعفاط يرتبط بمجموعة عرين الأسود او كتيبة جنين، غير ان ظهور هذه الحركات المسلحة على الساحة ومعها تزايد العمليات الفردية للمقاومة يشير إلى أنها بالفعل تنامت لتصبح ظواهر مقلقة للاحتلال، وهي الظواهر التي عمل على محاربتها عبر عمليات اغتيال وتصفية لعدد من المقاتلين، واقتحامات متكررة رافقها اشتباكات مسلحة، واستشهد خلال عمليات اغتيال أو اشتباكات مسلحة منذ مايو2021 حتى الآن أكثر من 28 شهيداً في جنين، وأكثر من 11 في نابلس، وأدى ذلك إلى نشوء رموز جدد أمام الجيل الفلسطيني الشاب أمثال الشهداء جميل العموري، وإبراهيم الحصري، وإبراهيم النابلسي وغيرهم.