الكاتب: ربحي دولة
نعيش في هذه الأيام في ظل ممارسات تصعيدية من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه على أبناء شعبنا في المُدن والقرى والمخيمات تتضمن عمليات قتل ممنهجة واعتقالات بشكل جنوني، كل هذه الممارسات تأتي عشية الانتخابات الاحتلالية حيث يتسابق زعماء أحزاب الاحتلال يمينه ويساره على تقديم أنفسهم لشعبهم أنهم الأكثر دموية والأكثر تشددا اتجاه شعبنا الفلسطيني الصامد منذ عشرات السنين رغم كل المحاولات لتشريده من قبل عصابات القتل الصهيونبة منذ قيام هذا الكيان وحتى يومنا هذا لكن ما يجري اليوم على ساحتنا يثبت تماما أن قوة الحق التي يمتلكها شعبنا على هذه الأرض أقوى بكثير من آلة حربهم وأن هذه الممارسات لن تحقق اي نتائج يريدها قادة الاحتلال بل على العكس تخلق جيلًا أكثر تحديا واكثر إصرارا على مواجهة هذا المحتل وكسر شوكته بكل عزيمة واصرار مواصلين طريق النضال حتى تحقيق النصر، جيل تربى على حب الوطن ورضع حليب العزة والكرامة خرج من رحم المعاناة ليقول للمحتل كفى غطرسة، كفى ظلم ، كفى استهتار بكل الأعراف والقوانين الدولية.
إن سياسة المُحتل هي فرق تسد فيحاول أن يقسم الوطن على هواه فتارة يدعي انه يحاول القضاء على المقاومة في غزة بشكل عام وتارة اخرى يدعي استهداف الجهاد الاسلامي وحده وها هو اليوم يريد ان يصور ان المشكلة تكمن في جنين وفي نابلس وكأن فلسطين هي مزرعة يقسمها كما شاء .
الفعل الفلسطيني المستمر في كل المدن والقرى هي رسالة للمحتل ان فلسطين وحدة واحدة لا تتجزأ والشعب الفلسطيني موحد في وجه المحتل مهما عانى من ويلات الانقسام الداخلي بسبب سذاجة البعض، إلا أن هذا لن يقف عائقا امام شعبنا من مقاومة المحتل والانتصار عليه.
ان جيش الاحتلال مسلح بأحدث الأسلحة الفتاكة لكنه ضعيف في محتواه لانه مجرم ومعتدي وشعبنا رغم افتقاره للسلاح الكافي او الموازي لسلاح المحتل إلا أنه متسلح بسلاح الحق الثابت والراسخ بهذه الارض التي رسمت حدودها بدماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم فداءا للوطن .
لن يتراجع الشعب الفلسطيني عن مقاومة المحتل وسيستمر في نضاله مهما كانت قوة المحتل ومهما طال الزمن فالنصر حليفه لأن الظلم لا يمكن أن يعمر ويستمر في هذه البلاد.
وعلى الرغم من كل هذه الممارسات مازال العالم يقف وقفة المتفرج بل على العكس إن معظم قوى الاستعمار العالمي تدعم هذا الاحتلال وتبرر ممارساته وتصفه بأنه دفاع عن النفس .
إن خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة استهدف من خلاله هذا العالم الظالم الذي لم ينتصر يوما لقضية شعبنا على الرغم من اتخاذ المنظومة الدولية العديد من القرارات التي تدين الاحتلال وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني الا ان اي من هذه القرارات لم ينفذ وكأن هذه القرارات اتخذت لذر الرماد في العيون او من اجل امتصاص غضب الشعب الفلسطيني وكل من يقف معه
الشعب الفلسطيني صامد وصابر ومرابط على أرضه لن يتزحزح منها قيد انمله وسيبقى في حالة مواجهة شاملة مع الاحتلال حتى نيل حقوقه، فلا اعتقال يثنيه ولا قتل يمكن ان يوقف مسيرة نضاله التي لن تتوقف الا داخل القدس خالية من الاحتلال وكل أشكاله عاصمة دولة فلسطين كنتيجة طبيعية لتضحياته.