الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
زيارة د. محمد اشتية لمخيم جنين زيارة موفقة وفي مكانها وزمانها . ويبدو ان الجيل الفلسطيني الرابع بعد النكبة، اكتسب ذكاء ، وتجربة تؤهلانه لمعرفة الضباب من الطريق ، ولمعرفة العدو من الصديق .
الجيل الذي هب يدافع عن المدن في وجه المستوطنين وفي مواجهة الإرهابيين اليهود الذين يعتدون على المنازل والممتلكات والجيل المدافع عن الأقصى في وجه المنظمات الإرهابية الهودية ، لا يحتاج الى نصيحة من كبار السن الذين قاموا بدورهم في زمانهم ، ولا يحتاج هذا الجيل الى أساتذة يشرحون له كيف يكون طعم القتال وعتمة الزنازين. وانما يحتاج الشباب الى غطاء سياسي قوي وجريء يرتقي لمستوى ما يحدث على بوابات المدن الفلسطينية . ويحتاجون الى خطوات سياسية جبارة وثابتة تحافظ على انجازاتهم من الضياع . وهي عناوين بسيطة وواضحة ولكنها تحتاج الى تنظيمات وقيادات قادرة على تنفيذها :
يحتاجون الى سحب الاعتراف بإسرائيل والتعامل معها كقوة احتلال غاشم .
يحتاجون الى وقف التنسيق الأمني وليخلع الاحتلال أشواكه بيده. ولن يستطيع الصهاينة فعل شيء حينذاك. فهو بحاجة الى السلطة لتدير حياة ملايين الفلسطينيين ولن يجرؤ على تدميرها .
يحتاجون الى اسناد وتثبيت كامل وشامل لمقاطعة إسرائيل سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا ودوليا .
يحتاجون الى رفع شعار طرد السفير الإسرائيلي من العواصم العربية . وقد يبدو هذا مستحيلا الان، ولكن الثقة بالجماهير العربية يجب ان تكون أكبر مما هي عليه الان .
يحتاجون الى رفع السقف السياسي في كل مجالات العمل، وعدم الاعتراف بالأمر الواقع الذي تسعى اليه إسرائيل .
يحتاجون الى تجاوز الانقسام والشرذمة وتغيير الأدوات والوجوه القديمة التي لم تقدم للشعب سوى الفشل تلو الفشل .
ربما يقوم الاحتلال بخطوات قاسية على المدن وعلى السلطة . ولكن ليس لفترة طويلة. وعذاب شهر او سنة افضل من عذاب سبعين سنة أخرى .