الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخابات الكنيست تنهي مفهوم دولة إسرائيل وترسمها كعصابة نظام ابارتهايد

نشر بتاريخ: 22/10/2022 ( آخر تحديث: 22/10/2022 الساعة: 14:46 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

حين يقف أعضاء كنيست ورؤساء كتل صهيونية ويصرخون على منصة برلمان الاحتلال ضد النواب العرب ( انتم هنا لان بن غوريون لم ينجز عمله ) ويقصدون ان بن غوريون وعصابات اليهود كان يجب عليهم قتل وتهجير من تبقى من العرب في بيوتهم . وحين يقولون ذلك وتزداد شعبيتهم وسط المستوطنين ، ويدرجون مثل هذه العبارات في برامجهم الانتخابية ولا يتحرك القضاء الإسرائيلي ابدا . معنى ذلك أن الأمور قد وصلت حد الترسيم النهائي لإسرائيل كعصابة مكتملة الأركان .

كنت اتحدث مع جهات فلسطينية رسمية وحقوقية حول حقيقة ما يحدث على الأرض . مؤخرا تم تسجيل أكثر من مئة جريمة اعتداء ضد الفلسطينيين نفذها مستوطنون ضد الفلاحين وضد السيارات الفلسطينية وغالبية المجرمين تم تصويرهم ونشر صورهم ولكن شرطة الاحتلال لم تحقق او تستجوب أو تستدعي أيا منهم . كما ان القضاء الإسرائيلي انهار بالكامل ليصبح أسوأ من عصابات كولومبيا فترة حكم المافيا .

منظمات إسرائيلية حقوقية مثل ( كاسرو الصمت ) و ( مراقبة الحواجز ) و( ننظر للاحتلال في عينيه ) و( بتسيلم ) وغيرها تنشر يوميا جرائم مخيفة ينفذها جنود ومستوطنين بشكل مشترك ولا تحرّك شرطة الاحتلال ولا قضاة الظلم في إسرائيل أي ساكن .

في حالة قيام جندي إسرائيلي يرتدي اللباس العسكري والخوذة ، بإعطاء مستوطن قنبلة ليلقيها على المزارعين في بلدة بورين لا تفعل قيادات إسرائيل شيئا . ومن شدة هول المشهد وخطورته ، اضطرت هيئة اركان الاحتلال للإعلان ( الذي يلبس لباس جندي ومنح المستوطن قنبلة لإلقائها على الفلسطينيين ليس جندي في الخدمة وانما هو جندي احتياط . ولم يتم التحقيق معه ولا استدعاءه ولا كتابة محضر بالجريمة !!

اما حين يقوم مستوطنون مسلحون بضرب جنود وضباط جيش الاحتلال في حوارة امام كاميرات الصحافة . فان الجنود لا يجرؤون على الرد او حتى الدفاع عن انفسهم . ويبصق المستوطنون في وجه الجنود والضباط ويخربون إطارات سيارة رئيس اركان الاحتلال افيف كوخافي حين يزور مستوطنة يتسهار . ولكن لا يتم اعتقال او استدعاء او التحقيق مع أي مستوطن من مجرمي المنظمات الإرهابية اليهودية .

لا يهتم المواطن الفلسطيني في الضفة وغزة بنتائج انتخابات برلمان الاحتلال . فقد يأس الفلسطينيون من محاولة أنسنة هذا الكنيست المتوحش ، هذا البرلمان الخنزيري ..

في العام 2003 فترة تشكيل شارون لكتلة كاديما كانت ليمور لفنات وزيرة التعليم في إسرائيل وقالت امام الكنيست ( هناك ثلاث حكومات تحكم إسرائيل : أولا حكومة المستوطنين وثانيا حكومة المافيا وثالثا حكومتنا التي لا تجرؤ على رفع رأسها امام الحكومتين السابقتين ) . كان هذا قبل عشرين عاما , فما بالكم اليوم .

تشير جميع التقديرات ان الناخب الإسرائيلي يميل للتطرف أكثر مما هو عليه الان . وهذه نتيجة طبيعية للتحريض السياسي والإعلامي والبرلماني والحزبي الذي قاده نتانياهو حين هجر الحلول السياسية .

امامنا أيام صعبة ، واشهر قاسية ، وسنوات شديدة .