الكاتب:
يفقد الجمهور العربي الامل بالقمم العربية ، وتفقد الجماهير الشغف لمتابعتها أو تصديق قراراتها . والجميع يعرف ان الأنظمة العربية باتت مهزومة ، مهزوزة ، متهالكة . ومرتجفة امام الاستعمار .
الأنظمة العربية في العشرين سنة التي مضت ، هانت فاستهانت بها الأمم ، وفي أيام الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر كان العالم ينتظر قرارات الامة ويحسب لها الف حساب . ولكن بعد قيام الاستعمار بقتل ياسر عرفات وصدام حسين ومعمر القذافي ، وبعد تحطيم سوريا وسرقة العراق ونهب ليبيا واحراق اليمن واغراق لبنان . لم تعد الصحافة العالمية تغطي قرارات القمم العربية . بل لم تعد تذكرها كخبر ولو كان في الصفحات الداخلية . وان أتت الصحافة العالمية على ذكر خبر القمة فإنها تذكره من باب التندر والفكاهة والاستهزاء بالعرب وقياداتهم .
هذه المرة لا تختلف القمة عن سابقاتها . بل بالعكس يبدو حال العرب أسوأ حضورا وأكثر انحطاطا .
وقد كنت حاضرا في العديد من القمم العربية . وكان حال العرب على النحو التالي : دول تستعرض نفسها على انها غنية بالمال ( عادة ما تكون فقيرة بالسياسة وبالثقافة الإنسانية وعادة ما تكون ضحلة الحضارة ) . وهناك دول ثانية تقف في الصف الثاني ويصنفونها على انها دول فقيرة ماديا . وهي في الواقع دول منهوبة من الاستعمار ومن اللصوص وعادة تكون هذه الدول " الفقيرة" هي ( الدول الغنية بالحضارة والامجاد والسكان والابداعات مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وتونس و.. ) .
ولكن ما يميّز القمة هذه المرة . انها تعقد على ارض الجزائر العظيمة . وهذا لوحده يكفي كيلا نتردد في رفع سقف توقعاتنا وامنياتنا . فحين تكون الجزائر في رئاسة القمة العربية يشعر الفلسطيني بالاطمئنان ، وعلى الأقل سوف يأمن من غدر أنظمة التطبيع التي باعت الأخضر واليابس ، وباعت الحاضر والمستقبل للخواجا كوشنير وللعصابات الصهيونية التي وقعت معها صكوك التطبيع والهوان .
وهذه فرصة امام الرئيس الفلسطيني كي يسجّل امام التاريخ وللأجيال القادمة مطالبة فلسطين بطرد السفير الإسرائيلي من جميع العواصم العربية \ وإلغاء صكوك التطبيع \ وسحب الاعتراف بإسرائيل الا بتنفيذ إقامة دولة فلسطين \ والاعلان امام العالم اعتبار إسرائيل نظاما عنصريا معاديا للإنسانية وأن الحركة الصهيونية حركة استعمارية عنصرية لا تقل خطورة عن الحركة النازية والحركة الفاشية .