الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
مرّت حكومات إسرائيل بمختلف الاسماء. من العصابات التي ذبحت العرب واحتلت اراضيهم عام 1948 ثم صارت أحزابا مثل المعراخ ومباي وبعدها صارت (حزب العمل) و"جاحال" و"إسرائيل بعليا" وبعدها صارت (الليكود) و" مبام" وغيرها .
حين فاز الليكود عن طريق أصوات اليهود الشرقيين والفقراء بزعامة مناحيم بيغن وسقط المعراخ الذي أسسه بن غوريون واشكول وغولدا مئير وقاده اسحق رابين وشمعون بيريس. هاج المحللون وماجوا ونضبت المحابر من كثرة المقالات، ورغم توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، لم يتغير شيئا على الفلسطينيين وظل الاحتلال هو الاحتلال، وظل القاتل هو القاتل وظل الظلم هو الظلم .
وفي التسعينيات سقط الليكودي الحاقد اسحق شامير، وعاد حزب العمل وظهرت أحزاب جديدة من المهاجرين الروس. وتم توقيع اتفاقية أوسلو. لم يتغير الاحتلال بل ان "دعاة السلام" مثل شمعون بيريس هم الذين قاموا بتسمين المستوطنات وتحطيم مستقبل الأجيال الفلسطينية، وان جدار الفصل العنصري هو اقتراح قدّمه فؤاد اليعازر من حزب العمل. وظل القاتل هو القاتل والظلم هو الظلم .
ثم في 2001 عاد الليكود بزعامة شارون وظل الاحتلال هو الاحتلال والظلم هو الظلم. ثم انشق شارون عن الليكود وأسس حزب كاديما وظهر حزب الطريق الثالث وسرعان ما اختفى شارون وكاديما والطريق الثالث وظلت فلسطين وبقي الشعب الفلسطيني.
في 2006 سقط حزب كاديما وغادر ايهود أولمرت وتسفي ليفني الحلبة وجاء نتانياهو. ولم يتغير على الفلسطيني شيئا. وظل الاحتلال هو الاحتلال والظلم هو الظلم .
في تلك الفترات ظهر سياسيون ارهابيون تملأهم الكراهية والحقد والعنصرية، وهددوا انهم لو وصلوا الى الحكم فانهم سوف يحرقون غزة، ويقتلون العرب، ويفجّرون الأقصى، ويطردون العرب الى الأردن. جميعهم غادروا كما جاءوا ولن يسجل التاريخ عنهم سوى انهم ظاهرة صوتية حقيرة وعنصرية (مئير كهانا – رحبعام زئيفي – افيغدور ليبرمان – ميري ريجيف – ايلات شكيد - اورن خازان - نفتالي بينيت – بتسلال سموتريتش – ايتمار بن غفير – ومعهم السفير الأمريكي ديفيد فريدمان وفوقهم الصهيوني كوشنير) . ظهروا ويختفون دون اية قيمة تاريخية.
هذه المرة تختلف الأسماء ويبقى المضمون واحد: عصابات إرهابية عنصرية حاقدة وصلت للكنيست. ولن يفعلوا شيئا مختلفا عن غيرهم، وسيغادرون كما غادر الذين من قبلهم .
حين فاز ليبرمان هدد باجتياح غزة. وحين تولى منصب وزير الحرب نسي جميع تهديداته وجلس صامتا.
بن غفير ظاهرة صوتية منحطّة ورخيصة لا تستحق الوقوف عندها.
واذا كان يجب على احد ان يقلق. لتقلق أمريكا التي ستواجه نتانياهو صديق بوتين في أوكرانيا ويمكن ان يكسر الموقف الأوروبي المصطف خلف أمريكا. ليقلق زيلانسكي الذي احرق بلده ويحرق أوروبا. ليقلق الوسيط الأمريكي هوكشتين الذي وقّع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. لتقلق العواصم العربية التي ستواجه الحقيقة الجديدة، ولتقلق عواصم التطبيع حين تسمع العنصريين أمثال بن غفير يهتفون على منصة الكنيست "الموت للعرب" . ام انهم لا يعتبرون أنفسهم عربا ؟