الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقدير موقف: الشارع الفلسطيني يتعشم في تبني قرارات عربية افضل له ولمصيره

نشر بتاريخ: 03/11/2022 ( آخر تحديث: 03/11/2022 الساعة: 12:39 )

الكاتب:

معتز خليل – باحث سياسي مقيم في لندن

جاء الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على هامش القمة العربية في الجزائر ليزيد من دقة الموقف السياسي بوضوح أبو مازن الذي كان ممثلا للشعب الفلسطيني خلال القمة وألقى باللوم على الاحتلال الذي تسبب في الكثير من الجرائم ، ودعا جميع الدول العربية إلى العمل من أجل النهوض بالقضية الفلسطينية والنضال من أجل استقلالها، وبات واضحا ومن خلال هذه الكلمة إن الرئيس الفلسطيني يرغب بالقول بأنه وحده الزعيم الذي يمثل الشعب الفلسطيني كله.

ما الذي يجري ؟

في كلمته خلال القمة العربية الأخيرة بالجزائر طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس القادة العرب المجتمعين في قمة الجزائر بدعم أكبر في مواجهة إسرائيل التي قد تشهد عودة بنيامين نتنياهو الى السلطة متحالفا مع اليمين المتطرف.

وكان ملاحظا ما يلي :

1- دافع كل القادة العرب في خطاباتهم منذ افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لمجلس الجامعة العربية عن إقامة دولة فلسطينية.

2- اعترفت بعض من التقارير السياسية إلى أن هذا الدعم يبدو مثل الأماني التي لا تتحقق في ظل عجز جامعة الدول العربية عن التأثير في هذا الملف.

3- هناك سمة واضحة في القمة العربية في الجزائر، حيث إنها تعتبر الأولى منذ قيام عدد من الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ، وهو ما عرف باسم الاتفاقات الإبراهيمية التي وقعتها كلا من الإمارات والبحرين والمغرب مع إسرائيل .

4- لم يتحدث الرئيس الفلسطيني وبشكل مباشر عن نتائج الانتخابات التشريعية في إسرائيل، لكن رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي يبدو أن حزبه تصدر نتائجها، تخلى منذ زمن طويل عن التزامه "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية. بل وأعلن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن .

تقديرات استراتيجية

يعرف الرئيس عباس حجم التطورات الاستراتيجية الناجمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ، خاصة مع وجود بعض من السمات بها أبرزها:

أ‌- عقب فرز قرابة ٩٣.٦٪ من أصوات الناخبين في إسرائيل حظت الأحزاب اليمينية بانتصار واضح ، حيث حقق الليكود ٣٢ مقعدا وحزب الصهيونية الدينية ١٤ مقعدا وخرج حزب بلد من السباق مؤقتا لحين اكتمال نسب التصويت.

ب‌- الخريطة السياسية الحزبية السابقة تشير إلى صعوبة حصول أي اختراق سياسي في عملية التسوية خاصة مع المشهد اليميني في إسرائيل.

ت‌- تقارير صحفية فلسطينية عبرت عن تحفظها لما يجري على الساحة السياسية وعدم توقع الشارع العربي للشيء الكثير من القمة العربية، وفي هذا الصدد مثلا قالت صحيفة القدس أن الفلسطينيين ليسوا “بحاجة للقرارات اللفظية التي سمعناها كثيرا وإنما بحاجة إلى أفعال حقيقية ميدانية”.، وهذه اللغة تثبت وتؤكد عدم تعلق الكثير من الفلسطينيين بنتائج القمة العربية او الدعم العربي عموما .

عموما فإن الشارع الفلسطيني دوما ينتظر المزيد من القرارات السياسية العربية الحاسمة ، في ظل التطورات السياسية والاستراتيجية المتعلقة التي يمر بها الشرق الأوسط والعالم.