الكاتب: هيثم زعيتر
تغمضُ المُناضلة اللواء الركن فاطمة محمد علي البرناوي عينيها عن (83 عاماً) حافلة بالآلام والنضال من أجل قضية فلسطين، التي أبصرت النور على أرضها في العام 1939.
في كل المراحل التي مرّت بها، تركت بصماتٍ مُتعدّدة، فهي أوّل أسيرة تُسجّل في سجلات "الحركة النسوية الأسيرة" للثورة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والثالثة في مسيرة الثورة، والأولى لحركة "فتح".
يشاءُ القدر أنْ يكون رحيلها في القاهرة على مقربة من تاريخ إطلاق سراحها في تشرين الثاني/نوفمبر 1977، بعدما كانت قد أُسِرَتْ في سجون الاحتلال في 8 تشرين الأول/أکتوبر 1967، إثر مُحاولتها تنفيذ أوّل عملية فدائية لها في القدس، شاركتها فيها شقيقتها إحسان، التي رحلت في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2015 في العاصمة الأردنية - عمان.
وأيضاً على مقربة من الذكرى السنوية الـ18 لاستشهاد مَنْ أحبّت، الرئيس الرمز ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 .
تحدّت فاطمة البرناوي السجّان الإسرائيلي، وأسّست لجيل جديد من العمل الجهادي النسوي الفلسطيني والعربي، فكانت قدوة وعبرة بين الولادة والرحيل.
منذُ أنْ تعرّفتُ إلى الحاجّة فاطمة البرناوي أو "العمّة"، كما تحبُّ أنْ نُناديها، تلمّستُ تجربة مُناضلة تتمتّع بتجربة مُميّزة، مليئة بالعِبَر والحِكَم، فوثّقتُ ذلك في كتابي "الأوائل علی درب فلسطين"، الذي صدر في حزيران/یونیو 2012، وشاركتْ في حفل توقيعه، الذي أُقيم في قصر "الأونيسكو" - بيروت، بتاريخ 27 حزيران/يونيو 2012، وتحدّثت فيه مع سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، واستعادت مع رئيس تحرير جريدة "اللـواء" الأستاذ صلاح سلام، مُواكبة نضالها مُنذ الأسر حتى الحرية "، حيث تصدّرت صورتها غلاف مجلة "اللـواء".
كما التقت بالكثير من المُناضلين، الذين كانت قد خَدَمَتْ معهم في صُفوف الثورة الفلسطينية، أو عرفتهم في مراحل مُتعدّدة من نضالها، فذَرَفَتْ دموع فرح اللقاء.
كم هي الصدف تُفاجئنا مُشاركةً في اللقاء، المُناضلة الحاجّة آمنة حسن بنات "أم عزيز"، زوجة الشهيد ووالدة المخطوفين، التي حضرت وألقت كلمة مُؤثّرة، ورحلت بداية الأسبوع الجاري عن (91 عاماً).
مرارة رحيل الحاجة فاطمة قاسية، على الرغم من أنّها كانت مشروع شهيد في العام 1967، عندما كلّفها "الدكتور محمد" تنفيذ عملية عسكرية بتفجير "سينما صهيون" في القدس، ولم يكن "الدكتور محمد" إلا الرئيس ياسر عرفات، الذي تنكّر واستطاع الوصول خفيةً إلى الضفّة الغربية، عبر نهر الأردن، بعد نكسة حزيران/يونيو 1967، لإعادة تنظيم العمل الفدائي من هناك.
لكنّها، أُسِرَتْ مع شقيقتها إحسان، وكُتِبَتْ حياة جديدة للشقيقتين، فتابعتا الرسالة بتعميمها، فأمهلهما القدر سنواتٍ، تكرّست في النضال.
الراحلة فاطمة البرناوي: الحاجّة، اللواء، المُناضلة، الأسيرة، المُحرَّرة، قائدة الشُرطة، "أم الثوّار" و"العمّة الحنونة"، أسماءٌ عديدة التصقتْ بها بتجاربٍ مُتعدّدة، في الأسر وتأسيس الشُرطة النسائية الفلسطينية في قطاع غزّة في العام 1994، والزواج من الأسير المُحرّر فوزي النمر.
مسيرة الحاجة فاطمة، الصادقة، المُتواضعة، مليئة بالإخلاص والنضال، من أجل القضية التي آمنت بها.
ترحلُ "العمّة فاطمة"، وما زالت فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي حرمها أنْ تُدفَنَ في القدس، التي شهدت ولادتها، لكن روحها تُرفرف في سماء فلسطين، واسمها محفور في قلوب مَنْ سمع عنها وأحبّها في كل مكان، وأملها كبير بالتحرير، لأنّ هناك مَنْ يُواصل حمل الراية.
توثيق المسيرة النضالية
في استعادة لتجربة المُناضلة فاطمة البرناوي، التي تحمل أكثر من رسالة، نستعيد بعضاً مما وثّقته في كتابي "الأوائل على درب فلسطين":
العملية الأولى
- والدها محمّد علي، نيجيري، نزل القدس بعد أدائه فريضة الحج، وقاتل إلى جانب الحاج أمين الحسيني، ورُزِقَ بخمسة أفراد، بينهم فاطمة وإحسان، اللتان نمتا في الحرم القدسي الشريف.
بعد نكبة العام 1948، هُجّرت العائلة إلى الأردن، لكن بقي الوالد في القدس، عندها قرّرت فاطمة، إبنة السنوات التسع (مواليد القدس في العام 1939) العودة إلى القدس، فهربت من والدتها، مُتجهة إلى الباص الذي يقُل الركاب إلى فلسطين، مُختبئة بين مقاعده كي لا تراها والدتها، ولما شاهدها المسؤول عن الباص سألها عمّا تفعله بين المقاعد؟ فأجابته: "أضعتُ قرشين"، علماً بأنّها لم تكن تملك ولا قرشاً واحداً، ثم تبعتها لاحقاً والدتها وأخوتها الأربعة، وتعلّمت مهنة التمريض.
- العام 1967 كان نقطة التحوّل لدى فاطمة، التي تعرّفت إلى جرحى فلسطينيين كانوا من "صاعقة 23"، وكذلك إلى "شباب الثأر"، تمَّ نقلهم إلى مُستشفى في نابلس، وأخذت تُساعدهم وقرّرت تهريبهم، وتمكّنت هي أيضاً من الهرب من جنود الاحتلال.
بعد حرب حزيران/يونيو 1967، تعرّفت إلى الشاب شوقي شحرور، الذي أبلغها بعد سؤالها عن الجهة التي ينتمي إليها بأنّه من حركة "فتح"، عارضاً عليها الانضمام إلى الحركة، فكان جوابها سريعاً: "آه من هلق"، وأقسمت اليمين.
بعد ذلك كلّف "الدكتور محمد" فاطمة بتنفيذ عملية عسكرية، تقضي بتفجير "سينما صهيون" في القدس، لكن المُفاجأة التي نزلت كالصاعقة عليها، أنّ "الدكتور محمد"، هو الرئيس ياسر عرفات، وقد دخل الأراضي الفلسطينية إلى الضفة الغربية، خفيةً عبر نهر الأردن، لأنّه كان مُطارداً من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.
كانت العملية التي أوكلت إلى فاطمة، واحدة من بين 7 عمليات خطّط "الدكتور محمد" لتنفيذها، وهو حُلم كانت تنشده دوماً للرد على الاحتلال الغاصب، وكانت المُفاجأة الأخرى أنّ شريكتها في العملية، أختها إحسان، التي كانت تصغرها بخمس سنوات، وسبقتها بالدخول إلى حركة "فتح".
بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 1967، انطلقت فاطمة وأختها إحسان لتنفيذ العملية، حيث وضعتا حقيبة مليئة بالمُتفجرات داخل "سينما صهيون"، التي كانت تعرض فيلماً عن الحرب، ثم ادّعت فاطمة بأنّ بطنها يُؤلمها، فسألت أحدهم عن صيدلية تكون قريبة من السينما، وبذلك تمكّنتا من الخروج دون أنْ يشعر بهما أحدٌ، لكن صحافياً أميركياً انتبه للحقيبة، فظنَّ أنَّ الفتاتين السمراوتين قد نسيتاها، فخرج خلفهما مُسرعاً، فما كان من جنود الاحتلال إلا أنْ نقلوا الحقيبة إلى خارج السينما، وقاموا بتفجيرها، وعندما سمعت الفتاتان دوي الانفجار، أخذتا تنشدان أغنية لأم كلثوم "راجعين بقوة السلاح.."، وبدأ جنود الاحتلال عملية البحث عن الفتاتين السمراوين، اللتين توغّلتا في حي باب المغاربة في القدس، الذي تقطنه الجالية الأفريقية، حيث ظن الجميع بأنّهما من الأفارقة، الذين يسكنون باب المغاربة في القدس، وبالتالي لم يكن البحث عنهما سهلاً، وهو ما ساعدهما على الإفلات من جنود الاحتلال.
وكان "أبو عمار" قد أرسل رسالةً إلى عائلة فاطمة من خلال شاب، وصل إلى البلدة وسأل المُختار عن العنوان، فأرشده إليه، وكانت الرسالة تطلب منهم "مغادرة المنزل قبل أنْ يصل الإسرائيليون إليهم"... لكن المُختار كان عميلاً للاحتلال، فوشى إليهم بأنّ شاباً غريباً عن المنطقة موجود في البلدة، وفي منزل محمد علي البرناوي، وحين وصل جنود الاحتلال إلى منزل عائلة فاطمة، كان الشاب لا يزال يشرب القهوة عندهم، فاعتقلته دورية الاحتلال، كما اعتقلت والديها، وأختها التي ادّعت بأنّها فاطمة، لتتيح لأختها المجال بالهرب، لكنّ الجنود ما لبثوا أنْ اكتشفوا الأمر، لكنّ إحسان، تمكّنت من الفرار إلى الأردن مع مجموعة علي طه، وهناك تزوّجت واستقرّت.
في اليوم التالي، بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر 1967، دهمت قوّة للاحتلال مكان عمل فاطمة، وأوّل ما وقع نظرهم على فاطمة، صرخوا هذه هي... فصرخت الفتيات: "إلى أين تأخذونها؟، أجابها أحد أفراد القوة الإسرائيلية: "فقط سنأخذها 10 دقائق"، هنا تذكر فاطمة ذلك بالقول: "انزعجت، وقلت لهم مش 10 دقايق، قولوا 10 سنين... كرمال ما قول اعترفوا عليّ، أو ما اعترفوا؟... أنا اعترفت على نفسي".
قُدّمت فاطمة إلى المُحاكمة، وكذلك الشبان السبعة الذين نفّذوا سلسلة العمليات التي خطّط لها "أبو عمار"، وكان قد أوكل لها والدها مُحامياً فلسطينياً، بعدما كانت رفضت التعامل مع المُحامي الإسرائيلي، واعترفت بتنفيذها العملية، قائلةً: "إنّها عملية شرعية، دفاعاً عن وطني، لماذا أتنكّر لها؟!"، وحكم عليها بالسجن مُؤبدان و10 سنوات، بتهم حيازة أسلحة، والشروع في تنفيذ عملية تفجيرية، والانتماء لتنظيم غير شرعي.
علقت فاطمة على الأحكام الصادرة بحقها، بالقول: "كان الهدف من هذه الأحكام، أنْ تخاف باقي البنات، ويُحْجِمْنَ عن المُشاركة في الأعمال النضالية، لكن حدث العكس، إذ تحرّرت المرأة الفلسطينية من قيود المُجتمع، وانطلقت باتجاه الثورة، فقد قامت بعدي المُناضلة عايدة سعد بتفجير دبابة إسرائيلية في قطاع غزّة، على الرغم من أنّها كانت في السابعة عشرة من عمرها"، وقد تصدرت صورة فاطمة غلاف مجلة "اللـواء".
- أثناء وجود فاطمة في سجن "نيفي ترتسيا" كانت الأسيرة المُناضلة زكية شموط "أم مسعود"، في السجن، وعندما أتاها مخاض الولادة، وضعتها سجّانات الاحتلال في زنزانة انفرادية قبل أنْ يُغمى عليها بعد صراخها ، فعلا صراخ الأسيرات فاطمة، ومعها تريز هلسا، حنان مسيح، وناديا بردلي وغيرهن، مُطالبات بمعرفة ماذا جرى لزكية، التي تبيّن أنّها مطروحة أرضاً، وطفلتها ما زالت مُتعلقة بها، والدم يغمر المكان، فقامت (المُمرضة) فاطمة بقص الحبل السري، وكانت ولادة ناديا شموط، التي زوّجها خليل الوزير "أبو جهاد"، قبل استشهاده بأيام قليلة في نيسان/إبريل 1988 من المُناضل خالد أبو إصبع، أحد الناجين من "عملية الشهيدة دلال المُغربي".
عدم إنكار دور أي مُناضل
- فاطمة الصادقة، والمُتواضعة، حرصت على عدم إنكار دور أي مُناضل، فأوضحت أنّها لم تكن الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية، بل سبقتها مُناضلتان، هما إخلاص علي، أسيرة بتهمة تعليم أطفال فلسطين في الداخل الأناشيد الثورية، ونايفة عاقلة، التي كانت ناشطة مع "جماعة الأرض"، بعدما كانت قد أُسِرَتْ في العام 1956، بتُهمة تهريب معلومات عن الجيش الإسرائيلي إلى الجيش السوري.
- بتاريخٍ 15 أيار/مايو 1974، أقدم 3 فدائيين من "الجبهة الديمُقراطية لتحرير فلسطين" على احتجاز 230 طالباً في "مدرسة الشبيبة العسكرية الإسرائيلية"، التي تقع داخل أحد مباني الاستخبارات الإسرائيلية، في منطقة "معلوت" - شمال الجليل، وطالبوا بمُبادلتهم بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، وأحضر موشي ديان الأسيرة فاطمة من سجنها، وقالت فاطمة: "كنت معصوبة العينين في تلك اللحظات، ولما وصلت إلى المكان، كان هناك شخص آخر يقف بالقرب منّي، تبادلنا كلاماً مُشفراً، فعلمت من خلاله بأنّ هذا الشخص الذي يقف إلى جانبي هو أسير مثلي، ولاحقاً اكتشفت أنّه عضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الديمُقراطية لتحرير فلسطين" عمر القاسم"، ثم طلب منهما ديان، التوجّه بالكلام إلى الفدائيين من أجل إطلاق سراح الرهائن، فتقول فاطمة: "رفضنا ذلك، لأنّها كانت خدعة من جيش الاحتلال"، لكن عمر طلب منهم إعطاءه مكبر صوت ليتوجّه بالكلام إلى الفدائيين، حيث قال: "أيها الرفاق: نفّذوا ما جئتم إليه.. نفّذوا أوامر قيادتكم بحذافيرها".
في تلك اللحظة انقض عليه جنود الاحتلال، وأوسعوه ضرباً، وأعادوه وفاطمة كل إلى زنزانته، واستمروا بتعذيب عمر، الذي استشهد داخل السجن بتاريخ 4 حزيران/يونيو 1989، وأُطلِقَ عليه لقب "مانديلا فلسطين".
لما حاول ديان السيطرة على المبنى واعتقال الفدائيين وتحرير الرهائن، قام الفدائيون بتفجير المدرسة، ما أدّى إلى استشهادهم، وقتل 73 رهينة، وهؤلاء كانوا طلاباً في مدرسة حربية، وليس كما صوّرهم الإعلام الصهيوني بأنّهم طلاب مدنيون، وعلى أثر ذلك قدّمت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير استقالتها، بسبب عدم دخول الحكومة بمُفاوضات، وحمّلت لجنة التحقيق الإسرائيلية "لجنة جوزيف" التي كان يترأسها قاضٍ يُدعى جوزيف، ديان مسؤولية ما حدث.
- أُطلِق سراح الأسيرة فاطمة بتاريخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1977، قبل زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات إلى "الكنيست" الإسرائيلي، ثم لاحقاً توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" مع الكيان الإسرائيلي، والتي نصّت على إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين، وإبعادهم إلى خارج الوطن، فكان من بينهم فاطمة، وهكذا أُطلق سراحها، لكنها أُبعدت إلى الأردن، ثم وصلت إلى لبنان، حيث التحقت في صفوف الثورة الفلسطينية، ولكن في المجال الاجتماعي وليس العسكري.
- في إحدى المرّات التقت الأسيرة المُحررة فاطمة، بفدائية تُدعى دلال المغربي، وتتذكّر ما جرى معها بالقول: "حين نزلتُ بيروت، جاءت دلال لتتعرف عليّ، وكانت صغيرة في السن، قالت لي: "سأذهب إلى المكان الذي أتيت منه"... لم أتوقّع حينها أنّها فدائية، إلى أنْ سمعت نبأ استشهادها، فعرفت بأنّها الفتاة التي جاءت لتتعرّف عليّ، فكانت مُفاجأة كبيرة جداً".
- تزوّجت فاطمة من المُناضل فوزي النمر، الذي أُطلِقَ سراحه أيضاً في صفقة التبادل التي كانت جزءاً منها، وكان من "مجموعة 800-877" (هي أوّل مجموعة فدائية في أراضي 1948، نفّذت عمليات ضد مصفاة النفط وأهداف إسرائيلية في قلب تل أبيب، رداً على المجزرة التي ارتكبتها القوات الجوية الإسرائيلية بقصف "مدرسة بحر البقر المُشتركة" في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمُحافظة الشرقية في مصر، وأدّت إلى استشهاد 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين، بتاريخ 8 نيسان/إبريل 1970)، فأقبل فوزي وقبلها في جبينها، ثم وقع النصيب.
- بعد عودة الكثير من المُناضلين الفلسطينيين إلى أرض الوطن في العام 1994، ومن بينهم فاطمة، طلب منها الرئيس "أبو عمار" منها تأسيس "جهاز الشرطة النسائية" الفلسطينية، ونجحت في ذلك رغم كل الظروف الصعبة، ومنها العادات والتقاليد، قبل دخول الطمأنينة والسكينة لقلوب الأهالي لتواجد المُناضلة فاطمة على رأس المُهمة.