الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل فاز التجمع وخسرت الوحدة أم الجميع خاسر؟

نشر بتاريخ: 04/11/2022 ( آخر تحديث: 04/11/2022 الساعة: 18:09 )

الكاتب: ‏داود كتاب




‏تفيد النتائج النهائية أن حزب التجمع برئاسة المناضل سامي شحادة قد حصل على 138 الف صوت في حين حصلت القائمة المشتركة تحالف الجبهة والعربية للتغيير (ايمن عودة واحمد الطيبي) على 179 ألف صوت وقائمة الموحدة برئاسة منصور عباس على 194 ألف صوت.
‏شكليا قد يحتفل من دخل الكنيست بهذا النجاح ولكن الحقيقة هو أن التجمع قد يكون الفائز الحقيقي على المدى البعيد. صحيح أن الأخيرتين اجتازت عتبة الـ 3.25% فقد حصلت كل منهم على خمسة مقاعد في الكنيست في حين لم يحصل حزب التجمع على أي مقعد وبقي خارج البرلمان الإسرائيلي ولكن ما حصل عليه التجمع هو استقلالية فكرية وحصاد كبير مدى التأييد له وأفكاره.
‏ رغم أن هناك رؤيتهم متناقضتان لما حدث في الايام واليوم الأخير قبل الانتخابات إلا أن نظرة سريعة للوراء تبين وعمليا اقصاء التجمع تين حجم الغبن الذي تعرض له حزب التجمع. فقد كان الرهان من قبل القائمة المشتركة بزعامة ايمن عودة واحمد الطيبي أن حجم التأييد له أصغر بكثير مما حصل عليه ولذلك تم وضع رئيس التجمع في المرتبة الثالثة وبشكل عام وضع ممثلي حزب التجمع في مواقع متأخرة عن مواقع الجبهة والعربية للتغيير. ورغم قبول التجمع بتلك الإهانة في سبيل المصلحة العامة وبقاء القائمة المشتركة موحدة إلا أنه وفي آخر لحظة ورغم وجود اتفاق موقع على المبادئ والترتيبات الان قيادة القائمة المشتركة قامت قبل عدة ساعات من إغلاق باب التسجيل بسحب البساط أمام التجمع. طبعا هناك رواية مختلفة ولكن الوقائع العملية تظهر صحة رواية التجمع.
‏يبدو أن قيادة المشتركة و بإيعاز من يئير لابيد (وهناك من لا يعترف بذلك) كان يرغب بالتأثير في تشكيلة الحكومة الجديدة بهذه الخطوة على اعتبار أن تكتل لابيد سيحصل على ما يكفي من مقاعد لتشكيل حكومة جديدة ولكن السحر انقلب على الساحر وخسر لابيد وخسرت معه قيادة المشتركة امام الجماهير.
‏لقد فاجئ حصول التجمع على 138 الف الكثيرون وقد يكون فكرة المشاركة في الانتخابات بدون باقي الجبهة والعربية للتغيير شجعت العديد للتصويت للصوت الوطني الفلسطيني النقي ولكن رغم ذلك قد اصبح الان معروف ان فكر وقيادة التجمع يجب أخذها بالحسبان. كما تبين واضحا ان التحرك الفردي بدل من الجماعي كلف الناخب الفلسطيني في إسرائيل الكثير حيث تم حرق الأصوات بدل من الاستفادة منها. وهنا لابد من تسجيل عتاب آخر حول عدم قدرة الأحزاب العربية تجاوز خلافاتهم والتوقيع على اتفاق فائض الأصوات الأمر الذي ايضا سبب خسارة ممثلي الوسط الفلسطيني في إسرائيل.
‏إن الوحدة مطلب شعبي ولكن الوحدة يجب أن تكون مبنية على العدالة في التمثيل. لقد أصاب أهلنا في الداخل ما أصاب القيادة الفلسطينية في الضفة والقطاع من حيث تفضيل المكاسب القليلة على ضرورات العمل الوحدوي.
‏لقد خاض حزب التجمع على مبدأ الكرامة في حين كانت المشتركة تتحدث عن التأثير. وفي خسارة لبيد وحلفائه فان الوسط العربي وبالذات الحزبين الذين دخلوا الكنيست قد فقدا القدرة على التأثير في حين بقي حزب التجمع متمسكا بمبدأ الكرامة.
‏ لقد أثبت حزب التجمع أن لهم مشجعين ومؤيدون في كافة مناطق الـ 48 ويبقى الآن المسؤولية الصعبة على قيادة الحزب أن يعملوا على تثبيت والاستفادة من هذا الدعم الشعبي العارم ووضع أسس عملية وفعالة لحزب له امتداد شعبي بغض النظر إن كان ممثل في برلمان إسرائيل أم لا.